كشفت مصادر مطلعة لموقع المنشر الإخباري عن توترات غير معلنة بين الجزائر والمملكة العربية السعودية، تتعلق بتداعيات سلوكيات ومخالفات تنظيمية ارتكبها عدد من الحجاج الجزائريين خلال موسم الحج لعام 2025. وتسلّط هذه الأزمة الضوء على تحديات جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصًا في الجوانب المتعلقة بالتعاون الديني والتنظيمي.
عقوبات سعودية غير مسبوقة
وأظهرت وثائق حصرية أن وزارة الحج والعمرة السعودية فرضت عقوبات على أكثر من 16 ألف حاج جزائري خلال موسم 2025، وشملت العقوبات إيقاف عمل 7 مكاتب طواف جزائرية بشكل مؤقت، وذلك بسبب مخالفات متكررة للأنظمة واللوائح التي تنظم شؤون الحج.
وأكد مصدر في الهيئة السعودية للطوافة أن “بعض المطوفين الجزائريين استغلوا علاقاتهم الشخصية داخل بعض الأجهزة لتجاوز الإجراءات الرسمية”، مما تسبب – بحسب المصدر – في اختلالات لوجستية خطيرة داخل منظومة تنظيم الحجاج، وخلق حالة من الارتباك في الخدمات الميدانية.
سلوكيات مثيرة للجدل
وتزامن ذلك مع انتشار مقاطع فيديو مثيرة للجدل تُظهر مجموعات من الحجاج الجزائريين وهم يرددون شعارات سياسية في شوارع مكة، في مشهد وُصف من قبل وسائل إعلام سعودية بأنه “غير لائق وينافي أجواء العبادة”.
وفي حادثة أخرى، وثقت لقطات من المدينة المنورة ترديد مجموعة من الحجاج الجزائريين لشعار:“وان تو ثري… فيفا لالجيري”
وذلك باللغة الفرنسية بالقرب من المسجد النبوي الشريف، الأمر الذي اعتبرته السلطات السعودية خرقًا واضحًا لقدسية المكان والزمان.
أزمة متجددة
وليست هذه الحوادث الأولى من نوعها، فقد سبق أن سُجّلت حوادث مشابهة في مواسم سابقة، أثار فيها بعض الحجاج الجزائريين الجدل من خلال محاولات تسييس مناسك الحج، وتحويلها إلى منابر لإطلاق رسائل سياسية، في مخالفة واضحة للأعراف التنظيمية والدينية التي تحرص المملكة على فرضها خلال موسم الحج.
تداعيات محتملة
وأثار هذا التوتر تساؤلات حول مستقبل التعاون الديني بين الجزائر والسعودية، خصوصًا في ظل العلاقات الحساسة بين البلدين. وتخشى بعض الأوساط الدبلوماسية من أن تؤثر هذه الأزمة على مستوى التنسيق بين وزارتي الشؤون الدينية في البلدين، وربما تؤدي إلى مراجعة حصص الحج أو تشديد الرقابة على البعثات الجزائرية في المواسم المقبلة.
تكشف هذه الأزمة عن تداخل السياسة بالدين في سياقات إقليمية شديدة الحساسية، وتسلّط الضوء على ضرورة الالتزام بالضوابط المنظمة لموسم الحج باعتباره ركنًا تعبديًا جامعًا، وليس ساحة لتصفية مواقف أو طرح قضايا سياسية.
كما تضع السلطات الجزائرية أمام تحدٍ داخلي يتمثل في إعادة ضبط سلوكيات الحجاج ومكاتب الطواف، في ظل الضغوط المتزايدة من الجانب السعودي.










