شنت القوات المسلحة الروسية فجر الجمعة 6 يونيو 2025 هجوماً انتقامياً واسع النطاق على الأراضي الأوكرانية، مما دفع السلطات الأوكرانية لإعلان حالة التأهب الجوي في العاصمة كييف و11 مقاطعة أخرى وسط دوي صفارات الإنذار عبر مختلف أنحاء البلاد.
يأتي هذا الهجوم الانتقامي الروسي رداً على العملية الأوكرانية النوعية “شبكة العنكبوت” التي استهدفت قواعد جوية استراتيجية في العمق الروسي وألحقت أضراراً بالغة بأسطول الطيران العسكري الروسي، في تصعيد يثير مخاوف من دخول الصراع مرحلة جديدة أكثر خطورة.
الهجوم الانتقامي الروسي وتداعياته المباشرة
أعلنت السلطات الأوكرانية حالة التأهب الجوي في كييف و11 مقاطعة أخرى تزامناً مع دوي صفارات الإنذار في مختلف أنحاء البلاد، وأفادت وسائل الإعلام الأوكرانية بدوي انفجارات في العاصمة كييف وفي منطقة دنيبروبيتروفسك، وفي تشرنيغوف، وأوديسا.
كشفت الأمم المتحدة عن أن الهجمات الروسية في أنحاء أوكرانيا التي بدأت الليلة الماضية أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 45 شخصاً بالإضافة إلى وقوع خسائر مادية واسعة لحقت بالمنازل والبنية التحتية المدنية وفقاً للسلطات المحلية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة أن مدينة بريلوكي “قد تأثرت بشدة حيث قتل خمسة أشخاص في هجوم ليلي وفي خاركيف أصيب ما لا يقل عن 19 شخصاً”.
الخسائر البشرية والمادية
في تطور مأساوي منفصل، أسفر هجوم روسي بالمدفعية على مدينة سومي بشمال شرق أوكرانيا عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 28، بينهم 3 أطفال.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن العدد المحدث للقتلى في خطابه المسائي المصور، حيث أظهر فيديو فرق الإنقاذ والشرطة وهم يقيّمون الأضرار في شارع يتناثر فيه الحطام.
وأشار المتحدث الأممي إلى إجلاء أكثر من 500 مدني من مناطق خطوط المواجهة خلال الـ24 ساعة الماضية في منطقتي دونيتسك وسومي.
وأكد أن الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني تقدم مساعدات فورية في المناطق المتضررة تشمل مواد البناء ومستلزمات النظافة والدعم النفسي.
عملية “شبكة العنكبوت” الأوكرانية
يأتي الرد الانتقامي الروسي في أعقاب تنفيذ أوكرانيا لعملية عسكرية نوعية أطلقت عليها “شبكة العنكبوت”، والتي استهدفت قواعد جوية روسية استراتيجية في العمق الروسي.
وأعلنت أوكرانيا تنفيذ هجوم جوي منسّق و”غير مسبوق” استهدف قواعد جوية روسية على عمق آلاف الكيلومترات داخل الأراضي الروسية، بما في ذلك منطقة سيبيريا
وأكدت كييف تدمير أكثر من 40 طائرة عسكرية استراتيجية في الهجوم، إضافة إلى إلحاق أضرار جسيمة بطائرات أخرى، وفق ما صرّح به مسؤولون أوكرانيون.
واستهدفت العملية خمس مقاطعات روسية من بينها إيركوتسك ومورمانسك وإيفانوفو ووريازان، مستخدمة طائرات مسيّرة أُطلقت من شاحنات أُخفيت بعناية في محيط القواعد العسكرية.
التقدم العسكري الروسي على الأرض
تتقدم روسيا ميدانياً وتسيطر على بلدة أوكرانية جديدة قرب خاركيف والمدفعية الروسية تضرب مواقع القوات الأوكرانية وهو ما يهدد بتصعيد أكبر خلال الأيام القادمة.
وتُثير وسائل الإعلام الأوكرانية حالة من الذعر، وتقول إن القوات المسلحة الأوكرانية غير قادرة على وقف الهجوم الروسي على سومي.
في 3 يونيو/حزيران، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجنود الروس حرروا بلدة أندريفكا، وفي المستقبل القريب، تتوقع المصادر الروسية تحرير يابلونوفكا، ويوناكوفكا، ومالا كورتشاكوفكا، ونوفايا سيش، وكوندراتوفكا، حيث تقترب القوات الروسية بزخم من مركز منطقة سومي.










