أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تعليمات مباشرة للجيش الإسرائيلي لمنع وصول السفينة “مادلين” إلى قطاع غزة، في تطور جديد يسلط الضوء على الجهود المستمرة لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع منذ عام 2007.
التهديدات الإسرائيلية ومساعي منع الوصول
أكد كاتس في بيان رسمي أن “دولة إسرائيل لن تسمح لأي شخص خرق الحصار البحري على غزة، والذي يهدف بالأساس لمنع نقل أسلحة لحماس”. وأضاف بلهجة حادة موجهًا كلامه للناشطة السويدية غريتا ثونبرغ: “غيرتا ثونبرغ المعادية للسامية وأصدقائها الذين يروجون لدعاية حماس، أقولها بصورة جلية، من الأفضل لكم الدوران والعودة، لأنه لن تصلوا لغزة”.
هدد وزير الدفاع الإسرائيلي بأن إسرائيل “ستقوم بالعمل على إحباط أي محاولة لكسر الحصار، أو مساندة المنظمات الإرهابية في البحر في الجو واليابسة”. كما ذكرت القناة 12 العبرية أن وحدة كوماندوز بحرية تستعد لاعتراض السفينة مادلين، فيما زعم كاتس أنها “تحمل أسلحة لحركة حماس”.
السفينة “مادلين”: الرحلة والهدف
انطلقت السفينة “مادلين” في الأول من يونيو 2025 من ميناء كاتانيا في جزيرة صقلية الإيطالية، متوجهة إلى قطاع غزة في مهمة وصفها منظموها بأنها “سلمية وإنسانية”. تعتبر هذه السفينة رقم 36 ضمن تحالف أسطول الحرية، الذي يهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007.
المساعدات الإنسانية المحملة
تحمل السفينة مساعدات إنسانية تشمل:
- حليب الأطفال والدقيق والأرز
- الحفاظات والمستلزمات الطبية
- معدات تحلية المياه
- أطراف صناعية للأطفال
التسمية والرمزية الفلسطينية
سُميت السفينة على اسم مادلين كلاب، وهي أول فتاة فلسطينية احترفت صيد الأسماك في قطاع غزة، والتي فقدت والدها ومصدر رزقها بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية في أكتوبر 2023. تأتي هذه التسمية لتحمل دلالة رمزية عميقة، حيث تربط بين معاناة الصيادين الفلسطينيين في غزة والجهود الدولية لكسر الحصار المفروض على القطاع.
المشاركون في الرحلة
يستقل السفينة 12 ناشطًا من جنسيات متعددة، على رأسهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ وعضو البرلمان الأوروبي من أصل فلسطيني ريما حسن. كما يضم فريق الناشطين أطباء ونواب أوروبيين، مما يضع حاجزًا دبلوماسيًا أمام إسرائيل في التعرض للقارب.
الوضع الإنساني في غزة والحاجة للمساعدات
تأتي هذه المبادرة في ظل تدهور خطير للوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث تشير التقارير الدولية إلى أن 93% من سكان غزة يعانون من نقص حاد في الغذاء نتيجة الحصار الإسرائيلي والعدوان الشامل على القطاع. تواصل إسرائيل منع دخول الإمدادات الحيوية اللازمة لبقاء السكان على قيد الحياة، في ما وصفته منظمة العفو الدولية بأنه “سياسة ممنهجة في فرض ظروف معيشية على الفلسطينيين يراد بها تدميرهم المادي”.
التحذيرات الدولية والدعم القانوني
نشر أسطول الحرية رسالة مفتوحة جمعت أكثر من 551,817 توقيعًا، تحذر من أن أي اعتراض للسفينة يُعد انتهاكًا للقانون الدولي وقد يُعتبر جريمة حرب. وأكدت الرسالة أن السفينة مادلين “غير مُسلحة، ولا تُشكل أي تهديد، وتعمل وفقاً للقانون البحري الدولي والقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان”.
دعا خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى “ضمان المرور الآمن لسفينة أسطول الحرية مادلين إلى غزة”. كما حمّل أسطول الحرية إسرائيل “المسؤولية المباشرة عن سلامة جميع الأفراد على متن سفينة مادلين“، محذرًا من السعي بكل السبل القانونية المحلية والدولية لمحاسبة المسؤولين في حال تعرض السفينة أو ركابها لأي أذى.
السياق التاريخي لأساطيل الحرية
تعيد هذه التطورات إلى الأذهان حادثة أسطول الحرية الأصلي عام 2010، عندما اقتحمت وحدة كوماندوز إسرائيلية سفينة “مافي مرمرة” التركية في المياه الدولية، ما أسفر عن مقتل 9 متضامنين وإصابة أكثر من 26 آخرين، في أحداث وصفتها مصادر عديدة بـ”المجزرة” و”الجريمة” و”إرهاب الدولة”.
استخدمت القوات الإسرائيلية الخاصة في ذلك الهجوم الرصاص الحي والغاز، كما قامت بإضعاف البث حتى لا يستطيع الإعلاميون نقل الحدث إلى العالم. منذ ذلك الحين، نُظمت عدة محاولات مماثلة، بما في ذلك أسطول الحرية 2 في 2011، وأسطول الحرية 3 في 2015.










