🖊️ ” إذا لم تفكروا في خطورة الإخوان..
فأنتم لم تفكروا في مستقبل مصر ! “
في لحظةٍ صادمةٍ كالصاعقة، سألني أحد كوادر جماعة الإخوان (جبهة محمود حسين) بعد عرض مسلسل الاختيار 3، بنبرةٍ تحمل القلق الممزوج بالتحدي والكبر :
– هل تعتقد أن مسلسل الاختيار 3 سيؤثر على شعبيتنا ؟
فأجبتُه بحسمٍ :
– نعم، وسيأتي يومٌ أهاجمكم فيه بلا رحمةٍ أو هوادة !
لم يكن ذلك الكادر الإخواني يُدرك أن هذا المسلسل كان القشة التي قصمت ظهر بعير تعاطفي مع الإخوان ، ذلك البعير الأجرب الذي أمقتُه الآن بكل جوارحي ، كم أعتصر ألماً وندماً لأنني ، يوماً ما، ظننتُ فيهم خيراً ، ومنحتُهم قلبي دون عقلي !
مشـــهدٌ هـــزّ الوجـــدان
من بين مشاهد المسلسل التي استقرت في أعماقي كالخنجر، ذلك المشهد الذي شّخص تهديد خيرت الشاطر للجيش المصري العظيم قبل ثورة 30 يونيو ، هدّد بمليشياتٍ قادمةٍ من كل حدبٍ وصوب ، تُحيط بمصر كالذئاب الجائعة ، وها هو ذلك التهديد واقعاً اليوم في سوريا ، كأن التاريخ يكرر نفسه بذات المرارة !
تســـريبٌ أرّق الليالي
لكن التسريب الذي أذهلني ، وجعلني أسهر الليالي أقلّب أفكاري كمن يبحث عن الحقيقة في ظلمات ليل بهيم ، هو تسريب عبد المنعم أبو الفتوح الذي حذّر فيه المشير طنطاوي من وصول الإخوان إلى السلطة باسم “الديمقراطية”، تلك الديمقراطية المزيفة التي تُدار بخيوط التمويلات الخارجية المشبوهة والاتصالات مع أجهزة استخباراتية معادية .
قال عضو مكتب الإرشاد السابق بكلماتٍ كالرصاص :
– “أنتم لا تخافون من سيطرة الإخوان على البلاد بشكلٍ ديمقراطي؟! إذا لم تخافوا على مصر من هيمنة الإخوان ، فأنتم لا تخافون على مستقبلها ! وهذا ليس طبيعياً أن يكون الجيش غائباً عن مصير الوطن ، منطلق كلامي هو الغيرة على المؤسسة العسكرية ، ولو خُيّرتُ بين الإخوان وأيٍ منكم ، لأعطيتُ صوتي حتى للمشير طنطاوي “
تساؤلٌ يمـــزق الفـــؤاد
استمعتُ إلى التسريب، وتساءلتُ في نفسي بدهشةٍ وألم: كيف لشخصٍ تربّى في أحضان الإخوان، وترقّى في صفوفهم، واكتسب شهرته منهم، وكان عضواً في جماعتهم حتى مارس 2011، أن يطلق هذا التحذير الصاخب ضد جماعته، مؤكداً أن وصولها إلى السلطة خطرٌ داهمٌ على مصر؟ بل كيف يعلن استعداده لدعم المشير طنطاوي – الذي كانت شعبيته حينها في الحضيض – على حساب الإخوان ؟!
هناك احتمالان لا ثالث لهما :
إما أن عبد المنعم أبو الفتوح كان ينافق المشير، مما يعني أن الجماعة تربّي في صفوفها جيلاً من المنافقين الأفاقين ، يتاجرون بالكلمات كما يتاجرون بالدين والوطن !!
أو أنه كان صادقاً في تحذيره، مما يكشف عمق الخطر الذي يمثله الإخوان، حتى في نظر قادتهم السابقين !!
يقـــينٌ لا يتزعزع
أنا، من موقعي حينها ، أثق يقيناً لا يتزعزع أن تحذير أبو الفتوح كان صادقاً ، فعلى الرغم من أنني بدأت البحث عن حقيقة الإخوان متأخراً ، منذ بدايات 2018، فقد وصلتُ إلى قناعةٍ راسخة مفادها : كل إخواني جاسوس، وإن لم يكن يعلم !
لكن السؤال الذي انتقلتُ إليه بعد ذلك كان أشد إيلاماً :
كيف سمح عبد المنعم أبو الفتوح لنفسه أن يستمر قيادياً في الجماعة كل تلك السنوات ؟!
لماذا لم يستقل إلا عندما لاحت له فرصة الفوز برئاسة مصر؟
إن غادر الجماعة بجسده، فإن شهوة السلطة – تلك الشهوة التي جعلت الإخوان يتاجرون بالدين والأخلاق والوطن – ظلّت متأصلةً في عقله ووجدانه !!
إنها شهوةٌ أوصلتهم وقواعدهم إلى حالةٍ من الانحطاط الأخلاقي والقوادة ، لم يشهدها التاريخ من قبل !
دَينٌ لن أنســــاه
أنا مدينٌ لمسلسل الاختيار 3 بالكثير ، لقد كان بمثابة المرآة التي عكست الحقيقة المرّة ، والحد الفاصل ، وكشفت زيف الإخوان وخداعهم ، وربما، في قادم الأيام، أروي قصة هذا الدَين وكيف أعاد صياغة وعيي ورؤيتي إلى مصر ومستقبلها .
والسؤال : علي أي شيء تلومني قواعد الإخوان لولا زومبيتهم










