ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن حزب الله اللبناني يتجه نحو تعزيز قدراته العسكرية من خلال التصنيع المحلي للطائرات المسيّرة، وذلك في ظل تراجع قدرة إيران على إيصال الأسلحة إلى لبنان نتيجة الضربات التي استهدفت سلاسل الإمداد، بالإضافة إلى جهود الإحباط المستمرة من قبل سلاح الجو الإسرائيلي.
ووفقًا للتقرير، فإن الطائرات دون طيار (المسيّرات) باتت تشكّل أداة استراتيجية للحزب، مستلهِمة من التكتيكات المستخدمة في الحرب الروسية الأوكرانية، لما توفره من سهولة في التصنيع والاستخدام مقارنةً بالصواريخ والقذائف.
وتشير الصحيفة إلى أن مكونات المسيّرات يمكن الحصول عليها بسهولة عبر الإنترنت، كما أن عملية تجميعها لا تتطلب موارد أو خبرات معقدة، مما يجعل من الصعب اكتشافها كتهديد أمني قبل استخدامها الفعلي.
وأضاف التقرير أن إيران ما زالت قادرة على تهريب مكونات بسيطة ومتفجرات، بالإضافة إلى تقديم دعم مالي نقدي، لتأمين استمرارية هذا المسار الإنتاجي داخل الأراضي اللبنانية.
وفي سياق الرد الإسرائيلي على هذا النشاط، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي، يوم الخميس الماضي، هجومًا استهدف خمسة مواقع لإنتاج المسيّرات تابعة لحزب الله، توزعت بين الضاحية الجنوبية لبيروت وبلدة عين قانا في جنوب لبنان.
وأفادت الصحيفة أن الهجوم تم التخطيط له منذ عدة أشهر، وتركز بشكل خاص على الوحدة 127 التابعة لحزب الله، وهي الوحدة التي تشرف على عمليات تصنيع المسيّرات محليًا.
حتى لحظة إعداد التقرير، لم يصدر حزب الله أي رد فوري على الغارات، غير أن الصحيفة العبرية لفتت إلى أن القرار بتنفيذ الضربة لم يحظَ بإجماع كامل داخل القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، ما يعكس دقة الموقف واحتمال تطور الأوضاع إلى تصعيد عسكري أشمل في الساحة اللبنانية.
وذكرت الصحيفة أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي سيواصل في الأيام المقبلة تحليل نتائج العملية بدقة، في وقتٍ يتضح فيه لسلاح الجو الإسرائيلي أن حزب الله يستثمر مبالغ مالية كبيرة في مشروع تصنيع المسيّرات، مستخدمًا طرقًا بديلة وأقل انكشافًا، مع استمرار تدفق مكونات أساسية من إيران رغم القيود الإقليمية والدولية.
يبدو أن حزب الله يسير بخطى متسارعة نحو الاعتماد على الذات عسكريًا من خلال تطوير مسيّرات محلية، في ظل حرب ظلٍّ استخباراتية وتقنية متزايدة التعقيد بينه وبين إسرائيل، ما ينذر بمرحلة جديدة من المواجهة، تعتمد فيها الأطراف على أدوات أقل كلفة وأكثر خفاء، لكن لا تقل خطرًا.










