قالت وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة إنها رصدت خلال الساعات الماضية “تحركات ميدانية مفاجئة” في بعض مناطق العاصمة طرابلس، واعتبرتها خرقا واضحا لترتيبات التهدئة والتفاهمات الأمنية المعتمدة بين الأطراف الفاعلة على الأرض.
وأوضحت الوزارة في بيان رسمي صدر اليوم الإثنين، أنها تدخلت ميدانيا عبر قنواتها الرسمية، وتمكنت من “ضبط الموقف وفرض احترام الهدنة”، مؤكدة أن العناصر المخالفة انسحبت عائدة إلى مواقعها السابقة دون تصعيد إضافي.
وأكدت وزارة الدفاع التزامها بقرارات “القائد الأعلى للجيش” وبمهام اللجنة المؤقتة للترتيبات العسكرية والأمنية، مشيرة إلى “حرص القوات النظامية على عدم الانزلاق نحو التصعيد المسلح”، لكنها حذرت في الوقت نفسه من تكرار مثل هذه التجاوزات، مؤكدة أنها “مستعدة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية المسار الأمني وإعادة الانتشار تحت إشراف مؤسسات الدولة”.
قوة فض النزاع تسيطر على الموقف
وفي السياق، صرح آمر قوة الاحتياط باللواء 222، أمجد المالطي، أن الوضع الأمني في العاصمة عاد إلى “حالة من الهدوء والاستقرار”، عقب تدخل قوة فض النزاع، المشكلة بقرار من المجلس الرئاسي، والتي أنهت الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في وقت مبكر من صباح اليوم.
وبحسب المالطي، فقد تمركزت قوة فض النزاع في جزيرة سوق الثلاثاء، وأعادت بسط السيطرة على عدة مواقع استراتيجية، من بينها جزيرة القادسية، القبة الفلكية، جزيرة الميناء، الرجمة، وبرج أبوليلى.
خلفيات التوتر
اندلعت المواجهات بعد أن تقدمت آليات مسلحة ومدرعات تابعة للواء 111، الموالي لحكومة الدبيبة، إلى جزيرة باب العزيزية، بالتزامن مع تقدم قوات الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية نحو جزيرة القادسية، وهو ما اعتبر خرقا مباشرا للهدنة. وقد أدى ذلك إلى رد فعل من قوة الردع الخاصة التي أجبرت قوات الأمن العام على التراجع إلى مواقعها السابقة في قرجي وحي الأندلس.
ويرى مراقبون أن التوتر الأخير مرتبط بالتصريحات والمقترحات الأخيرة التي تقدم بها عماد الطرابلسي، وزير الداخلية المكلف، بشأن حل التشكيلات المسلحة، وسط اتهامات بأن الخطوة تستهدف جهاز الردع تحديدا، دون سائر الفصائل، وهو ما يهدد بعودة التوتر الأمني في العاصمة.










