أعلن أوليغ نيكولايف، حاكم منطقة تشوفاشيا الروسية المطلة على نهر الفولغا، اليوم الإثنين، أن هجوما بطائرات مسيرة استهدف مصنعا إلكترونيا في المنطقة، ما أدى إلى تعليق مؤقت لعمليات الإنتاج في منشأة VNIIR، وهو أحد أكبر المصانع المتخصصة في إنتاج المكونات الإلكترونية في روسيا.
وقال نيكولايف في بيان نشر عبر تطبيق “تيليغرام”:
“هذا الصباح، رصدت محاولات أوكرانية لاستخدام طائرات مسيرة في تشوفاشيا… الهجوم لم يسفر عن أي ضحايا، وتم تعليق الإنتاج كإجراء احترازي لضمان سلامة العاملين.”
ووفقا للمعلومات، تحطمت طائرتان مسيرتان داخل حدود المصنع الواقع جنوب العاصمة الإقليمية تشيبوكساري، الواقعة على بعد نحو 600 كيلومتر شرق موسكو، ونحو 1000 كيلومتر من الحدود الأوكرانية، ما يجعل هذا الهجوم من بين الأعمق داخل الأراضي الروسية منذ بدء الحرب.
كما أفاد نيكولايف بسقوط طائرتين إضافيتين في حقول قريبة، دون وقوع أضرار أو تهديد للمدنيين، مؤكدا أن “الوضع تحت السيطرة”.
مشاهد من موقع الهجوم
أظهرت مقاطع فيديو نشرها شهود عيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لحظة سقوط عدد من الطائرات المسيرة على ما يعتقد أنه مبنى المصنع، تلاه دوي انفجارات، وارتفاع أعمدة من الدخان الأسود الكثيف فوق المنطقة الصناعية.
ردود وتداعيات
الهجوم يأتي ضمن سلسلة ضربات جوية متبادلة بين الجانبين خلال الأيام الأخيرة. وزارة الدفاع الروسية أعلنت، اليوم الإثنين، أنها اعترضت 49 طائرة بدون طيار أوكرانية خلال الليل في مناطق متفرقة من البلاد.
في المقابل، أعلنت أوكرانيا أنها أسقطت العشرات من المسيرات الروسية التي استهدفت منطقة ريفني غرب البلاد، الأمر الذي دفع بولندا إلى تفعيل دفاعاتها الجوية وإرسال مقاتلات لاعتراض أي تهديد محتمل لأجوائها، بحسب بيان صادر عن قيادة العمليات في وارسو.
خلفية استراتيجية
الهجوم على مصنع VNIIR، الذي يعتقد أنه ينتج مكونات تدخل في تصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة والأسلحة الدقيقة، يسلط الضوء على محاولة أوكرانية لعرقلة البنية التحتية الصناعية العسكرية الروسية في العمق.
ويعتبر هذا الهجوم، سواء من حيث موقعه أو الهدف الذي أصابه، تصعيدا جديدا في حرب الطائرات المسيرة المتبادلة، والتي باتت تلعب دورا متزايدا في مجريات الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.










