ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت بشدة باستمرار الحرب على قطاع غزة، مؤكدا أنها تتم “لأجل مكاسب شخصية”.
ودعا أولمرت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الضغط لوقفها، معلنا تأييده المطلق لحل الدولتين كضامن وحيد للسلام الدائم في المنطقة.
نتنياهو متهم بـ”الفشل التام” وتصعيد الحرب لأهداف شخصية
في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، شدد أولمرت، الذي تولى رئاسة الوزراء بين عامي 2006 و2009، على أن نفوذ الولايات المتحدة على الحكومة الإسرائيلية يفوق “جميع القوى الأخرى مجتمعة”، معتبرا أن ترامب “يمكن أن يحدث فرقا” حاسما.
وانتقد أولمرت بشدة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، محملا إياه مسؤولية “فشله التام” في حماية شعبه من هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأكد أن نتنياهو صعد الحرب على قطاع غزة منذ مارس/آذار 2025، بدعم من أحزاب اليمين المتطرف التي تشكل غالبية حكومته، بهدف “تحقيق مكاسب شخصية”.
واعتبر أولمرت، الذي كان شخصية بارزة في حزب الليكود الذي ينتمي إليه نتنياهو: “إذا لم تنقذ الحرب الرهائن ولم تتمكن من القضاء على حماس خلال هذه الأشهر العشرين من القتال المتواصل، وإذا أدت في النتيجة إلى مقتل جنود، وربما رهائن، وفلسطينيين أبرياء ليسوا طرفا فيها، فهي في رأيي جريمة”.
وأضاف: “هذا أمر يجب إدانته.. إنه أمر لا يمكن السكوت عنه على الإطلاق”.
ترحيب بمؤتمر حل الدولتين
ورحب أولمرت بانعقاد المؤتمر الدولي حول حل الدولتين من 17 إلى 21 يونيو/حزيران الجاري في نيويورك، برئاسة فرنسا والسعودية، والذي يهدف إلى التوصل إلى حل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأكد أولمرت، كأحد الأصوات القليلة في إسرائيل التي تدعم هذا المشروع: “أنا سعيد للغاية بوجود هذا التحالف العالمي من أجل حل الدولتين”.
وأشار إلى “أنه من المهم للغاية تزويد الأميركيين بالبنية التحتية والتمويل وإطار الدعم الدولي”.
وأضاف أولمرت: “ننتظر أن يقوم الرئيس ترامب باستدعاء نتنياهو (..) إلى المكتب البيضاوي أمام الكاميرات”، وأن يقول له “يكفي”، مشددا على أنه “لا شيء مستحيل مع ترامب”.
ويأتي هذا في ظل استمرار الولايات المتحدة في حماية حليفتها إسرائيل، حيث استخدمت قبل أيام قليلة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار في غزة وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية بدون قيود.
خطة أولمرت-القدوة للسلام الشامل
دعا أولمرت، إلى جانب وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق ناصر القدوة، إلى خطة سلام تتضمن إقامة دولة فلسطينية مجاورة لإسرائيل، يتنازل فيها كل طرف عن 4.4% من أراضيه للآخر.
وبحسب الخطة التي كشفت العام الماضي، تضم إسرائيل المستوطنات اليهودية الرئيسية في الضفة الغربية بما في ذلك المناطق المحيطة بالقدس، وفي المقابل تتنازل إسرائيل عن مساحة مماثلة من أراضيها للدولة الفلسطينية المستقبلية.
كما تؤيد خطة أولمرت-القدوة السيادة المشتركة على البلدة القديمة في القدس، مع وصاية تشمل الجانبين.
“التخلص من الاثنين” لفتح الطريق أمام السلام
وصف أولمرت، الذي أمضى أكثر من عام في السجن (2016-2017) بعد إدانته بفضائح فساد، مثل هذه الخطة بأنها “عملية وقابلة للتنفيذ وملائمة وصالحة وحقيقية.. وتتطلب قادة تتوفر لديهم الإرادة من كلا الجانبين”.
من جانبه، أكد القدوة، ابن أخت الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، لوكالة الصحافة الفرنسية أن إقامة دولتين هي اليوم “الحل الوحيد الممكن”، لكنه اعتبر أنه “لا أمل في تحقيق تقدم جدي مع الحكومة الإسرائيلية الحالية والقيادة الفلسطينية الحالية”، في إشارة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وأكد القدوة: “علينا التخلص من الاثنين، وهذا ما سيحدث”، واصفا القيادة الفلسطينية بأنها “فاسدة وغير كفؤة”. وقد انتقل القدوة إلى باريس للترويج لخطته المشتركة مع أولمرت خلال مؤتمر نظمته مؤسسة جان جوريس اليوم الثلاثاء.










