في تطور خطير يُنذر بتوسع نطاق الصراع السوداني ليشمل دولاً مجاورة، أصدرت القوات المسلحة السودانية بياناً قوياً تتهم فيه قوات الدعم السريع بشن هجوم على نقاط حدودية في المثلث الحدودي الاستراتيجي بين السودان ومصر وليبيا، بدعم مباشر من قوات خليفة حفتر الليبية.
هذا التطور يمثل تصعيداً نوعياً في الصراع السوداني الداخلي، حيث يتحول من نزاع محلي إلى صراع إقليمي معقد يشمل أطرافاً خارجية، مما يثير مخاوف جدية حول مستقبل الاستقرار في منطقة الساحل الأفريقي والقرن الأفريقي.
الاشتباكات الحدودية
تُعتبر قوات الدعم السريع مليشيا شبه عسكرية نشأت من رحم مليشيات الجنجويد التي استخدمتها الحكومة السودانية السابقة في حرب دارفور.
في يونيو 2025، وقعت اشتباكات مسلحة بين القوات المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني وقوة من الجيش الليبي في منطقة جبل العوينات على الحدود بين البلدين.
و أسفرت هذه المواجهات عن وقوع قتلى ومصابين من الطرفين، وتبادل الجانبان الاتهامات بشأن من بدأ الهجوم.
يشير البيان السوداني إلى وجود دعم خارجي لقوات الدعم السريع، وتحديداً من دولة الإمارات العربية المتحدة. هذا الاتهام ليس جديداً، حيث سبق أن اتهمت السلطات السودانية الإمارات بدعم قوات الدعم السريع في عمليات عسكرية مختلفة.
وفقاً لبعض المصادر، كانت دولة الإمارات تحضر منذ شهور في شرق ليبيا لشن عمليات عسكرية لدعم قوات الدعم السريع.
الجيش السوداني يتهم قوات حفتر بالاعتداء على حدوده بدعم إماراتي
أصدر الجيش السوداني اليوم بيانًا شديد اللهجة، اتهم فيه قوات الدعم السريع، مسنودة بـ”كتيبة السلفية” التابعة لقوات خليفة حفتر الليبية، بشن هجوم على نقاطه الحدودية في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا.
ووصفت القوات المسلحة السودانية هذا الهجوم بأنه “بادرة مستهجنة وغير مسبوقة وانتهاك صارخ للقانون الدولي”، ويهدف إلى الاستيلاء على المنطقة.
وأوضح البيان أن “التدخل المباشر لقوات خليفة حفتر إلى جانب الدعم السريع في هذه الحرب يعتبر تعديًا سافرًا على السودان وأرضه وشعبه، وامتدادًا للمؤامرة الدولية والإقليمية على بلادنا تحت سمع وبصر العالم ومنظماته الدولية والإقليمية.”
وشدد الجيش السوداني على أن “السودان شعبًا وجيشًا سيتصدى بقوة لهذا العدوان السافر، وسندافع عن بلدنا وسيادتنا الوطنية وسننتصر مهما بلغ حجم التآمر والعدوان المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة ومليشياتها بالمنطقة.”
المثلث الحدودي: موقع استراتيجي ومعقد
يقع المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا في منطقة صحراوية شاسعة تتميز بطبيعة جغرافية معقدة. تمتد الحدود السودانية الليبية لمسافة 382 كيلومتراً من النقطة الثلاثية مع مصر في الشمال إلى النقطة الثلاثية مع تشاد في الجنوب.
هذه المنطقة النائية ونادرة السكان في الصحراء الكبرى تشكل تحدياً أمنياً كبيراً بسبب صعوبة مراقبتها والسيطرة عليها.
وشكلت المنطقة الحدودية بين مصر وليبيا تاريخياً مصدر قلق أمني بسبب نشاط عمليات التهريب المختلفة.
بعد سقوط نظامي مبارك والقذافي عام 2011، شهدت المنطقة انفلاتاً أمنياً كبيراً، حيث انتشرت الأسلحة بشكل غير مسبوق.
وفقاً لتقديرات أممية، وصل عدد قطع السلاح المنتشرة في ليبيا والخارجة عن سيطرة الدولة إلى نحو 6 ملايين قطعة سلاح.










