أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، أن الجولة المقبلة من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة في إطار الجهود الرامية لإحياء الاتفاق النووي ستُعقد يوم الأحد الموافق 15 يونيو/حزيران في سلطنة عُمان.
وقال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن “المحادثات المرتقبة ستجري في العاصمة العُمانية مسقط”، دون الإشارة إلى تفاصيل إضافية حول مستوى التمثيل أو جدول الأعمال المتوقع.
لكن ما يلفت الانتباه هو تضارب التصريحات بشأن موعد ومكان الجولة المقبلة، حيث كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرّح في وقت سابق بأن المحادثات ستُعقد يوم الخميس 12 يونيو، من دون تحديد الدولة المضيفة. وفي الوقت نفسه، نقل مراسل موقع أكسيوس عن مسؤول حكومي أمريكي أن الجولة المقبلة قد تُعقد يوم الجمعة 13 يونيو في أوسلو (النرويج) أو الأحد 15 يونيو في مسقط (عُمان).
ويعكس هذا التباين في التصريحات حالة من الغموض والتردد في تحديد جدول المفاوضات، وسط توترات إقليمية متصاعدة وخيارات مفتوحة بين التصعيد العسكري أو العودة إلى المسار الدبلوماسي.
جولة سادسة في مسار طويل
تُعد هذه الجولة المرتقبة السادسة ضمن سلسلة المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن التي انطلقت هذا العام، في 12 أبريل/نيسان في مسقط، ثم انتقلت الجولة الثانية إلى السفارة العُمانية في روما يوم 19 أبريل، في حين عادت الجولة الثالثة إلى مسقط في 26 من الشهر ذاته.
أما الجولة الرابعة، فعُقدت في 11 مايو/أيار في مسقط أيضًا، وشهدت أجواءً وُصفت بالإيجابية. بينما انعقدت الجولة الخامسة في 23 مايو/أيار في روما، حيث أشار وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي إلى “بعض التقدم، دون تحقيق اختراق حاسم”.
آفاق غامضة للمفاوضات
تأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه المنطقة تصعيدًا متزايدًا، وتزايدت فيه الدعوات داخل الولايات المتحدة وإسرائيل للضغط على إيران عبر المسار العسكري، في مقابل ضغوط أوروبية وعُمانية للحفاظ على فرص الحل الدبلوماسي.
ورغم تعدد الجولات، لا تزال القضايا الجوهرية مثل تخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات الأميركية، إلى جانب آلية الرقابة الدولية، عقبات أساسية أمام أي اتفاق نهائي.
ومن غير الواضح ما إذا كانت الجولة السادسة ستسفر عن تقدم نوعي، خاصة في ظل غياب التوافق حتى على موعد ومكان انعقادها، ما يسلط الضوء على تعقيد المشهد السياسي والتفاوضي بين الطرفين.










