مع اقتراب موعد المحادثات المرتقبة بين إيران والولايات المتحدة يوم الأحد الموافق 15 يونيو، تتصاعد التوترات في المنطقة بشكل كبير، حيث تتبادل الأطراف رسائل التهديد والتحذير، بينما تستعد إسرائيل لعمل عسكري محتمل ضد إيران.
إيران: “حرب نفسية” ولن نتنازل عن تخصيب اليورانيوم
قال مسؤول إيراني كبير لوكالة رويترز إن التصعيد الحالي في التوترات الإقليمية هو “حرب نفسية” تهدف إلى التأثير على محادثات الأحد مع الولايات المتحدة. وأكد المسؤول أن إيران لن تتنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم، رغم تصاعد هذه التوترات. وكشف أن “دولة صديقة في المنطقة” أبلغت طهران باحتمال وقوع هجوم إسرائيلي.
وفي رد حاسم على احتمالات الصراع العسكري، صرح القائد العام للحرس الثوري، حسين سلامي، بأن “العدو يهددنا عسكريا لكننا مستعدون لأي سيناريو وموقف”. وأضاف: “مواجهتنا المستقبلية مع إسرائيل لن تكون مسألة وعود صادقة وستكون أكثر تدميرا”. وشدد سلامي على استعداد الحرس الثوري، قائلا: “لقد قاتلنا واكتسبنا الخبرة. نرى عمق هدف العدو، ونثق بدعم الأمة. إذا ما رفعت أيدينا، سنحقق انتصارات تجعل العدو يندم”.
إسرائيل: مستعدون لعمل عسكري دون دعم أمريكي
على الجانب الآخر، أكد مسؤول سياسي إسرائيلي أن إسرائيل مستعدة لشن هجوم عسكري على إيران إذا لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق في المحادثات المقبلة. ونقلت شبكة “إن بي سي نيوز” يوم الخميس، عن خمسة مصادر، أن إسرائيل تدرس بجدية القيام بعمل عسكري أحادي الجانب ضد إيران في الأيام المقبلة، حتى دون دعم الولايات المتحدة. كما ذكرت شبكة “سي بي إس” يوم الأربعاء، نقلا عن مصادر مطلعة، أن إسرائيل مستعدة تماما لشن عمليات عسكرية ضد إيران.
ويأتي هذا التصعيد في الوقت الذي وافق فيه مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على قرار ضد البرنامج النووي الإيراني، مما يزيد من الضغوط الدولية على طهران.
الولايات المتحدة تحذر وتستعد لاحتمال استهداف منشآتها
في ظل هذه الأجواء المتوترة، حذرت الحكومة الأمريكية مواطنيها في المنطقة وطلبت من موظفي الحكومة الفيدرالية غير الأساسيين في العراق مغادرة البلاد. وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية في بيانها إلى “تصاعد التوترات في المنطقة” كسبب لهذا القرار.
وأشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في خطاب ألقاه في مركز كينيدي يوم الأربعاء، إلى الوضع الخطير، وقال: “نصح الأمريكيون بمغادرة المنطقة لأنها قد تصبح مكانا خطيرا. علينا أن نرى ما سيحدث”. وأكد مجددا: “لن نسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية”.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الولايات المتحدة تتوقع أن تستهدف الجمهورية الإسلامية بعض المنشآت الأمريكية في العراق في حال تعرضها لهجوم. وتشكل هذه المخاوف جزءا من الأسباب التي تدفع واشنطن إلى توصية مواطنيها بمغادرة العراق.
تثير هذه التطورات السريعة، من تزايد النشاط العسكري والتحذيرات الأمنية إلى جانب حالة عدم اليقين بشأن مصير المفاوضات النووية وتصعيد الخطاب، مخاوف جدية من دخول الأزمة الإيرانية الأمريكية مرحلة جديدة من التوتر والصراع المفتوح.










