شهدت محافظتا حمص وحماة وسط سوريا خلال اليومين الماضيين تصاعدا خطيرا في وتيرة الاغتيالات ذات الطابع الطائفي، استهدفت مدنيين ينتمون للطائفة العلوية، وأسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 10 شهداء، إلى جانب اكتشاف مقبرة جماعية تضم رفات 32 ضحية من مجزرة ارتكبت في عام 2017 على يد فصائل متطرفة.
تصفية واغتيالات في حمص
سقط 8 شهداء على الأقل في حوادث متفرقة، غالبيتها نسبت إلى عناصر من الأمن العام التابعة لسلطة أحمد الشرع، حيث شهدت مدينة حمص وريفها سلسلة من الاغتيالات المروعة:
اغتيل المهندس حسن إسماعيل ياسين مساء الثلاثاء 10 يونيو 2025 في حي الوعر بمدينة حمص، وهو مهندس في البحوث العلمية وينتمي للطائفة الشيعية، وقد تعرض للهجوم أثناء عودته إلى منزله على يد عناصر من تنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي.
كما احتطف هيثم محمود محمود (73 عاما) من أمام منزله في حي الإدخار بمدينة حمص، وبعد ساعة تلقى ذووه اتصالا من مشفى الجامعة يفيد بإعدامه بطلق ناري في الرأس، وذلك بسبب انتمائه للطائفة العلوية.
كذلك تم تصفية العقيد المتقاعد يوسف محمود سارين داخل متجره في حي الإدخار بمدينة حمص على يد عناصر الأمن العام السوري.
العقيد سارين، الذي ينتمي للطائفة العلوية، تقاعد من الجيش في عام 2006 قبل اندلاع الحرب الأهلية السورية.
أيضا قتل الشاب علي محمد موسى (18 عاما) أثناء توجهه إلى عمله. تم إيقافه هو وصديقه السني على حاجز قرية شين-جبلايا بريف حمص الغربي من قبل الأمن العام السوري. وبعد سؤالهما عن انتمائهما الطائفي، قام عناصر الحاجز بتصفية علي موسى لأنه علوي والإفراج عن صديقه السني إسماعيل السيد.
وفجر اليوم 11 حزيران/يونيو، قتل خمسة من الطائفة العلوية وأصيبت طفلة بجروح خطيرة في مجزرة طائفية بتلكلخ بريف حمص، وسط سوريا
نفذت هذه المجزرة على يد فصيل “شهداء تلكلخ” أو “كتيبة المجد”، وهو أحد فصائل تنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي. الشهداء هم: فهد سليم الأسعد، يوسف فهد الأسعد، فارس سلمان الأسعد، عدنان خليل، وعلي حسن العلي.
اغتيالين بريف حماة الجنوبي
وقتل محمد المحرز من قرية معرين الجبل. دخلت مجموعة مسلحة من الأمن العام إلى محله التجاري وقاموا بإعدامه برصاصة في الرأس وأخرى في الصدر، ثم رموا قنبلة في المحل وانسحبوا من القرية. وينتمي الشهيد للطائفة العلوية.
ايضا تم تصفية الشاب نور الدين صقر الصقر داخل متجره في قرية موسى الحولة بريف حماة. وينتمي للطائفة العلوية، وقد قتل على يد عصابة إرهابية من أهل القرية من التركمان السنة، بتواطؤ من قبل الأمن العام الجهادي.
مقبرة جماعية لمجزرة 2017 في ريف حماة
في تطور مأساوي آخر، كشفت مؤخرا عن مقبرة جماعية تضم رفات 32 مدنيا من أبناء الطائفة العلوية في قرية الطيلسية بريف حماة الشمالي الشرقي.
وتعود هذه الجثامين إلى ضحايا مجزرة وحشية نفذها جهاديون أجانب من الإيغور في عام 2017. وقد تم انتشال الجثامين من بئر في القرية، التي تعد منطقة ذات غالبية علوية. وتم توثيق هذا الهجوم وتبنيه من قبل تنظيمي “تحرير الشام” والحزب التركستاني (الإيغور) الإرهابيين في ذلك الوقت.
تلقي هذه الفاجعة الضوء مجددا على وحشية الجرائم التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية بحق المدنيين في سوريا، وتؤكد على الحاجة المستمرة لتوثيق هذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها.










