في كشف جديد حول الهجمات الإسرائيلية الواسعة على الأراضي الإيرانية فجر اليوم، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول إسرائيلي قوله إن العملية، التي حملت اسم “عملية صعود الأسد”، خُطط لها لتستغرق 14 يومًا. هذا التصريح جاء بعد ساعات من الهجوم الذي استهدف منشآت نووية وعسكرية إيرانية.
تحضيرات سابقة وتوقيت الهجوم
وفقًا للمسؤول الإسرائيلي، “قبل وقت طويل من بدء العمليات الإسرائيلية ضد إيران، تم تهريب طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات وأسلحة موجهة أخرى إلى الأراضي الإيرانية”. وأضاف أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس اتخذا قرار بدء الهجمات صباح الجمعة، وذلك يوم الاثنين الماضي (9 يونيو).
وجاءت العملية في وقت تتصاعد فيه التوترات حول الملف النووي الإيراني، ووسط حالة غليان إقليمي عارم.
تفاصيل الهجمات: استهداف غير مسبوق للقيادات العليا
شملت الغارات الإسرائيلية أكثر من 100 موقع داخل إيران، بما في ذلك العاصمة طهران ومدن نطنز، تبريز، بندر عباس، شيراز، قم، همدان، كرمانشاه، قصر شيرين، وأراك. من أبرز الأهداف التي تم استهدافها:
المنشأة النووية في نطنز.
منشأة بارشين العسكرية.
قيادات الحرس الثوري والجيش.
مواقع للصواريخ والطائرات المسيرة.
مقرات أمنية ومراكز قيادة تحت الأرض.
القواعد العسكرية في تبريز ومشهد وهمدان وطهران وكرمنشاه والأحواز.
وأعلنت إسرائيل أن أكثر من 200 طائرة مقاتلة شاركت في العملية، التي استهدفت أنظمة دفاع جوي، رادارات، ومراكز اتصالات حيوية.
أبرز القتلى في الضربات الإسرائيلية
وفقًا للمعلومات الإيرانية الرسمية والتسريبات الإعلامية، أسفرت العملية عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين، أبرزهم:
اللواء حسين سلامي: القائد العام للحرس الثوري.
الفريق محمد باقري: رئيس أركان القوات المسلحة.
اللواء غلام علي رشيد: قائد مقر خاتم الأنبياء.
اللواء أمير علي حاجي زاده: قائد القوات الجوية الفضائية للحرس الثوري.
فريدون عباسي: رئيس سابق لمنظمة الطاقة الذرية.
محمد مهدي طهرانجي: رئيس جامعة آزاد.
علي شمخاني: مستشار كبير لخامنئي (أصيب بجروح حرجة).
إضافة إلى ذلك، أفادت وكالة رويترز نقلًا عن مصادر إقليمية بمقتل 20 ضابطًا رفيع المستوى في الحرس الثوري.
استهداف منشآت نووية: نطنز تحت النار
ذكرت التقارير أن مفاعل نطنز النووي تضرر جزئيًا في العملية، على الرغم من نفي إيران وقوع “تلوث إشعاعي”، وتأكيدها أن أجزاء من المنشأة كانت تحت أعمال تطوير. كما استُهدفت منشأة بارشين، التي ترتبط ببرامج التسليح الصاروخي والنووي.
وأشارت إسرائيل إلى أن هذه الضربة جاءت ردًا على ما وصفته بتقدم إيران نحو “العتبة النووية”، ولإرسال رسالة واضحة مفادها أن امتلاك إيران لسلاح نووي لن يُسمح به.
تعيينات سريعة وردود فعل إيرانية
في أعقاب الهجمات، أصدر المرشد الأعلى علي خامنئي سلسلة قرارات عاجلة شملت تعيينات قيادية جديدة:
اللواء محمد باكبور: قائدًا عامًا للحرس الثوري.
اللواء علي شدماني: قائدًا لمقر خاتم الأنبياء (بعد ترقيته).
اللواء عبد الرحيم موسوي: رئيسًا لهيئة الأركان العامة.
من جانبه، رد خامنئي سريعًا بقوله إن إسرائيل “أعدت لنفسها مصيرًا مريرًا”، وهدد بـ”عقاب شديد”. كما أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة أن “تل أبيب وواشنطن ستدفعان ثمنًا باهظًا”.
وفي الداخل، فرضت السلطات الإيرانية حالة تأهب قصوى، مع إجراءات أمنية مشددة تضمنت نشر قوات مكافحة الشغب في طهران، تشديد الحراسة على المناطق السكنية لقادة الحرس، قطع خدمات واتساب وإنستغرام، وقيود مؤقتة على الإنترنت، وتحذيرات من نقل الصور أو الفيديوهات.
الدور الأمريكي: نفي رسمي وتحذير من التصعيد
نفت واشنطن رسميًا مشاركتها في الهجمات. ومع ذلك، غرد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قائلًا إن “المتطرفين الإيرانيين لم يعلموا ما ينتظرهم”، وإن “الضربات المقبلة ستكون أكثر وحشية إن لم تتوصل إيران لاتفاق”.
كما هدد وزير الخارجية الأمريكي إيران بعدم مهاجمة القوات الأمريكية كرد فعل، محذرًا من “رد عنيف إذا ما تورطت المصالح الأمريكية”.
خلفيات العملية: تصعيد نووي وتوتر إقليمي
تأتي هذه الهجمات بعد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوبخ إيران لأول مرة منذ 20 عامًا على عدم تعاونها. كما كانت جولة محادثات مقررة في عمان يوم 15 يونيو بين واشنطن وطهران، ولكن تنفيذها بات موضع شك.
وتشير الضربة الإسرائيلية إلى مؤشرات لتغيير كبير في موازين القوى بالمنطقة، مع تراجع نفوذ إيران في سوريا والعراق، وانحسار دور وكلائها في لبنان واليمن.
هل ستشهد الأيام القادمة استمرارًا لهذه العملية العسكرية الإسرائيلية واسعة النطاق، أم أن هذه الضربة القوية ستغير مسار التوترات في المنطقة؟










