كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن معلومات استخباراتية حديثة تشير إلى أن إسرائيل تعد لشن ضربة عسكرية على إيران في الأيام المقبلة، إذا رفضت طهران مقترحاً أمريكياً يضع قيوداً على برنامجها النووي.
وبحسب مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، فإن الضربة قد تحدث بحلول يوم الأحد ما لم توافق إيران على وقف إنتاج المواد الانشطارية التي يمكن استخدامها في صنع قنبلة ذرية.
وأفادت تقارير إعلامية أمريكية أن إسرائيل تدرس توجيه ضربة عسكرية ضد إيران قريباً، من دون مساعدة أمريكية، وفي ظل المحادثات الأمريكية-الإيرانية الجارية.
وقد أصبحت إسرائيل أكثر جدية بشأن توجيه ضربة أحادية الجانب لإيران، حيث تبدو المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران أقرب إلى اتفاق تمهيدي تعتبره إسرائيل غير مقبول.
الموقف الأمريكي من الضربة المحتملة
رفض المشاركة المباشرة
أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحكومة الإسرائيلية أنها لن تشارك بشكل مباشر في أي هجوم عسكري تنفذه إسرائيل ضد المنشآت٨ النووية الإيرانية.
وأكد ترامب أن “الضربات الإسرائيلية قد تحدث فعلاً”، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن بلاده لن تنخرط في تلك الضربات بشكل مباشر، لا سيما على مستوى العمليات الهجومية أو القصف الجوي.
الدعم اللوجستي المحتمل
رغم رفض المشاركة المباشرة، لم توضح المصادر ما إذا كانت الولايات المتحدة ستقدم دعماً استخباراتياً أو لوجستياً لإسرائيل، مثل تزويد٧ الطائرات بالوقود جواً.
وأشارت التقارير إلى أن “واشنطن ستساعد على الأرجح في الدفاع عن إسرائيل إذا تعرضت لهجمات إيرانية”، كما حدث في مناسبات سابقة.
دور نتنياهو في التصعيد
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثار إمكانية توجيه الضربات في اتصاله الهاتفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين.
وقد أبدى نتنياهو تشككاً عميقاً في أي اتفاق مع إيران لسنوات، حيث يقول مكتبه إن إسرائيل نفذت “عمليات علنية وسرية لا تحصى” لكبح نمو البرنامج النووي لطهران.
التحضيرات العسكرية الإسرائيلية
أكد مسؤولون إسرائيليون أن قوات الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى، استعداداً لتنفيذ ضربات فورية إذا فشلت الجهود الدبلوماسية التي يقودها مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن تل أبيب استعدت لمهاجمة منشآت إيران النووية في حال انهيار المحادثات مع الولايات المتحدة.
تحديد الأهداف
أضافت الهيئة أن إسرائيل حددت الأهداف ومواقع المنشآت النووية الإيرانية، ومن ضمنها أهداف تحت الأرض.
وكشفت عن أن وزراء في الحكومة تلقوا استدعاء غير اعتيادي لحضور إحاطة أمنية يوم الأحد المقبل.
الجولة السادسة المقررة
من المقرر أن يلتقي المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم الأحد في سلطنة عُمان، لبحث الردّ الإيراني على المقترح الأمريكي بشأن العودة للاتفاق النووي، وقد تحدد نتيجة هذا اللقاء مصير المسار الدبلوماسي أو تدشين مرحلة من التصعيد العسكري.
عقبة تخصيب اليورانيوم
تعتبر عقدة تخصيب اليورانيوم عقبة رئيسية تعقد الجولة السادسة من المفاوضات.
فبينما تطالب الولايات المتحدة بوقف كامل للتخصيب، يصر المفاوضون الإيرانيون على أن البرنامج غير قابل للتفاوض وسيستمر مع أو بدون اتفاق.
التهديدات الإيرانية المتبادلة
هددت إيران بضرب المنشآت النووية الإسرائيلية في حالة تعرضها لهجوم، مدعية أنها جمعت معلومات استخباراتية واسعة حولها.
وأعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن وكالاته الاستخبارية حصلت على “كمية كبيرة من المعلومات الاستراتيجية والحساسة والوثائق” المتعلقة بقدرات إسرائيل النووية
استهداف القواعد الأمريكية
من جهتها، تعهدت إيران بالردّ على أي هجوم يستهدف برنامجها النووي، مهددة باستهداف مواقع أمريكية في المنطقة.
وحذر وزير الدفاع الإيراني عزيز نصيرزاده من استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة إذا اندلع صراع بين البلدين حول برنامج طهران النووي.
التدابير الاحترازية الأمريكية
بدأت واشنطن بالفعل بسحب الدبلوماسيين وعائلات العسكريين من بعض المواقع الحساسة، تحسبًا لأي تصعيد.
وأعلن ترامب أن الولايات المتحدة أجلت مجموعة من موظفيها غير الأساسيين من الشرق الأوسط، وسط تصاعد التوتر في المنطقة.
تحذيرات السفر
نصحت وزارة الخارجية الأمريكية مواطنيها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بتوخي الحذر الشديد نظراً لتصاعد التوتر الإقليمي
وحظرت على موظفي الحكومة الأمريكية وأفراد عائلاتهم في إسرائيل التحرك خارج منطقة تل أبيب الكبرى والقدس وبئر السبع حتى إشعار آخر.
التأثير على الأسواق العالمية
أدت التوترات المتصاعدة إلى قفزة في أسعار النفط، حيث ارتفع كلا الخامين القياسيين بأكثر من 4% ليصلا إلى أعلى مستوياتهما منذ أوائل أبريل.
وحذر محللون من أن “الكابوس الحقيقي لسوق النفط هو إغلاق مضيق هرمز”، مشيرين إلى أن إغلاق هذا المضيق قد يؤثر على ما يصل إلى 20% من تدفقات النفط العالمية.
تراجع الأسهم والعملات
تأثرت الأسواق العالمية بشكل واضح، حيث سجل الدولار أدنى مستوى له منذ 2025، بينما تراجعت الأسهم من مستويات قياسية مرتفعة.
واجتذبت التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن.
الخلافات داخل القيادة الإسرائيلية
كشفت القناة 13 الإسرائيلية عن وجود خلاف في القيادة الإسرائيلية بشأن قدرة تل أبيب على التحرك وحدها ضد إيران، وحجم التنسيق اللازم مع واشنطن.
ونقلت عن مصدر قوله إن رئيس الأركان أخبر نتنياهو أن إسرائيل لا تستطيع التحرك وحدها وتحتاج للتنسيق مع واشنطن.
التحديات العسكرية المحتملة
رغم أن الجيش الإسرائيلي يمتلك القدرة على إلحاق أضرار بالبرنامج النووي الإيراني، فإن غياب الدعم الأمريكي يحدّ من فعالية أي عملية محتملة.
فإسرائيل لا تمتلك قاذفات القنابل الثقيلة من طراز B-2 أو B-52 القادرة على حمل القنابل الخارقة للتحصينات، والتي قد تكون ضرورية لتدمير منشأة “فوردو” الإيرانية المحصنة داخل جبل.
الرد الإيراني المتوقع
توقعت مصادر أمريكية أن ترد إيران على بعض المواقع الأمريكية في العراق، في حين أكد مسؤول أمريكي أن واشنطن قادرة على الدفاع عن إسرائيل ضد الصواريخ الباليستية الإيرانية إذا تعرضت لهجوم مضاد[1]. وقال مسؤول إسرائيلي إن رد إيران على إسرائيل سيسفر عن قتلى كثر وقد يشمل مئات الصواريخ.
هل تقع الحرب
تشهد منطقة الشرق الأوسط توتراً متصاعداً مع استعداد إسرائيل لضربة محتملة على إيران، في ظل تعثر المفاوضات النووية وانقسام المواقف الدولية. وبينما ترفض واشنطن تقديم دعم هجومي مباشر لإسرائيل، تتزايد المخاوف من اندلاع صراع إقليمي أوسع قد يؤثر على إمدادات الطاقة العالمية والاستقرار الجيوسياسي.
ويبقى نجاح المحادثات المزمعة في مسقط يوم الأحد محورياً في تحديد مسار الأحداث، حيث قد تمثل آخر فرصة لتجنب التصعيد العسكري في المنطقة.










