أوقفت قوات الأمن والجيش التابعة لسلطات شرق ليبيا بقيادة المشير خليفة حفتر، مساء الخميس 12 يونيو 2025، سير قافلة الصمود لكسر الحصار عن قطاع غزة عند مدخل مدينة سرت.
وجاء هذا القرار بعد أن تذرع المسؤولون الأمنيون بضرورة انتظار الحصول على تعليمات بالموافقة من بنغازي من أجل المرور.
إزاء هذا الموقف المفاجئ، قررت هيئة تسيير القافلة عدم المغادرة والوقوف على يمين الطريق والتخييم في عين المكان.
وأكدت تنسيقية القافلة أن جميع أفراد القافلة بخير ومجتمعون في مكان واحد بضعة كيلومترات قبل سرت، وأن عدم الرد على الاتصالات يعود إلى انقطاع شبكات الهاتف في مكان التوقف.
خلفية قافلة الصمود ومسارها
انطلقت قافلة الصمود صباح الاثنين 10 يونيو 2025 من العاصمة التونسية تونس بهدف كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
وتضم القافلة نحو 1500 متضامن من دول المغرب العربي، معظمهم من تونس والجزائر، بالإضافة إلى مشاركين من المغرب وموريتانيا.
وأكد منظمو القافلة أنها لا تحمل مساعدات أو تبرعات ولكن هدفها المشاركة في الحراك العالمي لكسر الحصار على غزة.
المسار المخطط للقافلة
كان من المقرر أن تنتقل القافلة عبر ليبيا مرورًا بطرابلس ومصراتة وسرت وبنغازي وطبرق، قبل دخول معبر السلوم المصري في 12 يونيو، وصولاً إلى القاهرة، ثم معبر رفح في 15 يونيو، وتضم القافلة 15 حافلة و150 سيارة في خط سير يمر بمناطق غرب ليبيا.
موقف سلطات شرق ليبيا والتبريرات الأمنية
التبريرات الرسمية
أوضح مصدر ليبي مسؤول أن الحكومة المكلفة من البرلمان ممثلة في وزارتي الخارجية والداخلية الليبية وضعت قواعد منظمة للمرور إلى الحدود المصرية.
وأشار المصدر إلى أهمية احترام القانون الليبي والضوابط التي وضعتها السلطات الليبية، مؤكدًا ضرورة حصول المشاركين على تأشيرة دخول للسماح لهم بالعبور.
الاعتبارات الأمنية
أعرب المصدر عن أن الأعداد المشاركة في القافلة كبيرة جدًا ولابد من التدقيق في هوية المشاركين قبل السماح لهم بدخول شرق ليبيا في ظل الظروف الحالية الصعبة.
وأضاف أن هذا يأتي في ظل عدم استقرار الوضع في منطقة الساحل والصحراء، وانتشار متطرفين يحاولون استهداف القوات الليبية.
الترحيب الرسمي المتضارب
أعلنت وزارة الخارجية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب في بنغازي عن ترحيبها بمبادرة قافلة الصمود، ووصفتها بـ”الشجاعة”،غير أن هذا الترحيب الرسمي لم يترجم على أرض الواقع، حيث أوقفت القوات الأمنية القافلة عند مدخل سرت.
التحديات الأمنية والسياسية
تواجه القافلة تحديات متعددة في ظل الانقسام السياسي الليبي بين سلطات الشرق والغرب.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الخلافات السياسية والعسكرية بين الطرفين، وسط تحذيرات دولية من خطورة اندلاع مواجهات جديدة قد تعيد البلاد إلى دائرة العنف.










