شهدت أسواق الطاقة العالمية قفزة حادة في أسعار النفط، حيث تجاوز سعر خام برنت 74 دولارًا للبرميل، بعد تصاعد المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران واستهداف منشآت نووية وعسكرية إيرانية في هجوم غير مسبوق. هذا التصعيد الجيوسياسي في واحدة من أهم مناطق إنتاج وتصدير النفط عالميًا أعاد إلى الأذهان سيناريوهات أزمات الطاقة السابقة، وأثار مخاوف واسعة من اضطرابات في الإمدادات وارتفاع تكاليف الطاقة عالميًا.
أسباب ارتفاع أسعار النفط
التصعيد العسكري: شنت إسرائيل هجمات جوية مكثفة على منشآت نووية وصاروخية في إيران، ما أدى إلى حالة من الذعر في الأسواق ورفع علاوة المخاطر الجيوسياسية بشكل كبير.
مخاوف الإمدادات: إيران ثالث أكبر منتج في أوبك وتنتج نحو 3.3 مليون برميل يوميًا، أي حوالي 3% من الإنتاج العالمي. كما أن مضيق هرمز، الذي هددت إيران مرارًا بإغلاقه، تمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية.
ردود فعل الأسواق: ارتفعت أسعار النفط الخام بنسبة وصلت إلى 14% خلال التداولات، وقفزت العقود الآجلة لخام برنت إلى 74.79 دولارًا للبرميل، بينما بلغ خام غرب تكساس الوسيط 73.59 دولارًا. كما شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا مع توجه المستثمرين إلى الملاذات الآمنة.

الآثار المتوقعة على الاقتصاد العالمي
ارتفاع التضخم: أي زيادة مستدامة في أسعار الطاقة ستنعكس مباشرة على معدلات التضخم العالمية، ما يزيد من تعقيد مهمة البنوك المركزية في السيطرة على الأسعار وسط تباطؤ النمو الاقتصادي.
تأثر سلاسل الإمداد: تهديدات إغلاق مضيق هرمز أو تعطل الإمدادات من إيران ودول الخليج قد تؤدي إلى نقص فعلي في المعروض النفطي، ما يرفع أسعار النقل والشحن ويؤثر على قطاعات الصناعة والطيران والسفر.
تراجع الأسواق المالية: هوت مؤشرات الأسهم العالمية، خاصة في قطاعات السفر والطيران، مع ارتفاع أسعار النفط وتزايد المخاوف من توسع دائرة الصراع.
توقعات مستقبلية: حذر خبراء من أن استمرار التصعيد أو اتساع رقعة الحرب قد يدفع أسعار النفط إلى مستويات تتجاوز 100 دولار للبرميل في السيناريو الأسوأ، خاصة إذا تضررت منشآت الإنتاج أو أُغلق مضيق هرمز.

سيناريوهات محتملة
تهدئة سريعة: إذا تراجعت إيران عن التصعيد، قد تهدأ الأسواق وتعود الأسعار تدريجيًا إلى مستويات أقل، مع بقاء علاوة المخاطر مرتفعة لبعض الوقت.
تصعيد إقليمي: أي رد إيراني قوي أو اتساع دائرة الحرب ليشمل دولًا أخرى سيؤدي إلى قفزات إضافية في أسعار النفط، مع تأثيرات سلبية أعمق على الاقتصاد العالمي، خاصة على الدول المستوردة للطاقة مثل ألمانيا ودول شرق آسيا.
تدخلات دولية: قد تلجأ الولايات المتحدة أو أوبك إلى ضخ كميات إضافية من الاحتياطي النفطي لكبح جماح الأسعار، لكن فاعلية ذلك ستظل محدودة إذا استمر التوتر أو تعطل الإمدادات فعليًا.











