شهدت مدينة حمص وسط سوريا، تظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف من أبناء الطائفة المرشدية في بلدة الغسانية وحي كرم اللوز بريف حمص، احتجاجا على مقتل الشابين حمادة درويش وهود الهاشم، اللذين ينتميان للطائفة نفسها ويقطنان في حي كرم الزيتون.
وقتل الشابان بعد تعرضهما للاختطاف صباح الجمعة 13 يونيو 2025، على يد عناصر تنظيم هيئة تحرير الشام في حي البياضة بمدينة حمص، حيث عثر على جثتيهما مغطاة بأثار العنف والقتل البارد، حيث يعمل الشابان في محل تجاري متخصص ببيع البطاريات، وهما من سكان الحي ذاته.
تفاصيل الحادثة
في صباح يوم 13 يونيو، قامت مجموعة مسلحة تابعة لسلطة أحمد الشرع باختطاف الشابين حمادة درويش وهود الهاشم من حي كرم الزيتون، وتم العثور على جثتيهما لاحقا في حي البياضة.
وتم التواصل مع ذوي الضحايا لاستلام جثتيهما، مع تقييد عمليات الدفن والعزاء بشكل صارم.
ردا على الحادث، دخلت مجموعة من فصيل البدو إلى الحي وبدأت بإطلاق الشتائم الطائفية والإساءة إلى أبناء الطائفة المرشدية، ما دفع الأهالي لطردهم من الحي.
وبعد ذلك، وصل تعزيزات من الامن العام السوري وطوقوا حي كرم الزيتون بشكل كامل، ومنعوا التجول فيه، في تحركات توحي بتحضير أمور مجهولة في ظل انشغال المجتمع الدولي.
مطالب الأهالي والاحتجاجات المستمرة
طالب المحتجون السلطات الأمنية في حمص بالكشف الفوري عن هوية القتلة وتقديمهم إلى العدالة، مشددين على ضرورة وقف الانتهاكات المتكررة بحق أبناء الطائفة، وتوفير الحماية اللازمة لهم.
وتأتي هذه التظاهرات في ظل تصاعد العنف والقتل المستمر ضد الأقليات في سوريا، والذي يمر دون رادع ودعم دولي أو غربي صريح.
وكانت الطائفة المرشدية قد نظمت خلال الأشهر الماضية عدة اعتصامات في مناطق متفرقة من البلاد، احتجاجا على الاعتداءات المتكررة على مقدساتها، إضافة إلى توثيق مقتل أكثر من 60 من أبنائها منذ سقوط النظام السابق في ديسمبر 2011.
نبذة عن الطائفة المرشدية
تأسست الطائفة المرشدية عام 1923 على يد الإمام سلمان المرشد، وتعد من الطوائف المستقلة في سوريا، معروفة بمواقفها السلمية ورفضها للعنف، ولم تسجل أي تورط لأبنائها في أعمال عدائية، رغم التهميش الذي تعرض له أفراد الطائفة لعقود طويلة.
تظل هذه الحادثة مؤشرا على حجم التوتر الطائفي في المنطقة، وعلى الحاجة الملحة لتوفير الحماية القانونية والأمنية للأقليات التي تعيش في بيئات محفوفة بالمخاطر.