في تطور خطير يهدد بتحويل الصراع الإيراني-الإسرائيلي إلى أزمة اقتصادية عالمية، أعلن مسؤولون إيرانيون أن طهران تدرس بجدية إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي ردًا على الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة.
ونقلت وكالة أرنا الإيرانية عن إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، تأكيده أن “إيران تدرس بجدية إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي”.
وفي تطور أكثر تصعيدًا، أعلن جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيان رسمي إغلاق مضيق هرمز أمام حركة السفن، مؤكدًا أنه “لا يُسمح لأي سفينة بالمرور عبر مضيق هرمز حتى إشعار آخر”
يأتي هذا التهديد في أعقاب تبادل الهجمات العسكرية بين إيران وإسرائيل خلال يومي 13 و14 يونيو 2025، والتي تُعد الأعنف في تاريخ المواجهة المباشرة بين البلدين
الأهمية الاستراتيجية لمضيق هرمز
يُعد مضيق هرمز أحد أهم الممرات البحرية الحيوية لنقل النفط في العالم، حيث يربط الخليج العربي ببحر عمان والمحيط الهندي.
يمر عبر المضيق نحو 20% من النفط العالمي ووتيرة أعلى من الغاز الطبيعي المسال العالمي، أي ما بين 18 و19 مليون برميل يوميًا من النفط والمشتقات والوقود.
تعبره من 20-30 ناقلة نفط يوميًا بمعدل ناقلة نفط كل 6 دقائق في ساعات الذروة، محملة بنحو 40% من النفط المنقول بحريًا على مستوى العالم.
تصدر السعودية 88% من إنتاجها النفطي عبر المضيق، بينما تصدر العراق 98% من إنتاجها النفطي عبره، والإمارات بنسبة 99%.
تأثير إغلاق المضيق على أسواق النفط العالمية
قفزت أسعار النفط بأكثر من 10% بعد الهجمات الإسرائيلية على إيران، وسط مخاوف من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 6.19% لتصل إلى 74.60 دولارًا للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 13.49% ليبلغ 77.22 دولارًا.
أشار بنك جي بي مورغان إلى أن أسعار النفط قد ترتفع إلى ما بين 120 و130 دولارًا للبرميل في حال إغلاق مضيق هرمز.
يتوقع الخبراء أن يؤدي الإغلاق الكامل للمضيق إلى وقف تجارة النفط في المنطقة، مما قد يرفع أسعار النفط إلى أكثر من 150 دولار للبرميل.
العواقب على دول الخليج
ستواجه دول الخليج خسائر اقتصادية كارثية جراء إغلاق المضيق، حيث سيؤدي إلى تصفير الصادرات النفطية خاصة بالنسبة للعراق الذي يصدر نحو 98% من نفطه بحريًا عبر مضيق هرمز.
رغم وجود بعض البدائل مثل خطوط الأنابيب في السعودية والإمارات، إلا أنها ليست كافية لتعويض الطاقة الكاملة للنفط الذي يمر عبر المضيق.
ستتأثر قطر بشكل خاص، حيث تعتمد بشكل كامل تقريبًا على مضيق هرمز لتصدير غازها إلى الأسواق الآسيوية والأوروبية، وأي تعطيل لهذه الإمدادات قد يؤدي إلى أزمة طاقة في أوروبا وآسيا.
التأثير على الاقتصاد العالمي
يحذر الخبراء من أن إغلاق مضيق هرمز سيربك سوق النفط العالمية والغاز الطبيعي المسال بشكل خطير، مما قد يقود إلى أزمة اقتصادية عالمية
سيؤدي الارتفاع الشديد في أسعار المحروقات إلى موجة جديدة في الأزمة الاقتصادية العالمية أشد فتكًا من الموجات السابقة.
تعتبر اليابان من أكبر دول العالم استيرادًا للنفط عبر مضيق هرمز، وفي حالة إغلاقه فإن العالم سيحرم من التكنولوجيا المتطورة،كما أن 22% من السلع الأساسية في العالم (الحبوب وخام الحديد والأسمنت) تمر عبر المضيق.










