أعلن الناشط التونسي القاسم يوسف، عبر حسابه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي، انسحابه بشكل نهائي مما يعرف بـ”قافلة الصمود”، مشيرا إلى أسباب وصفها بـ”الخطيرة والمقلقة”، تمس بشكل مباشر مصداقية المبادرة وخلفياتها السياسية والتنظيمية.
اختراقات متطرفة ومشبوهة
في بيان مطول نشره على صفته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، كشف يوسف عن مشاركة عناصر مرتبطة بتنظيم القاعدة وأخرى تنتمي إلى جمعيات محسوبة على تنظيم الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن ذلك يمثل انحرافا خطيرا عن الأهداف المعلنة للقافلة التي كان يفترض أن تكون لدعم القضية الفلسطينية.
وأكد الناشط التونسي أنه كان قد انسحب منذ فترة من تحركات سابقة داعمة لفلسطين بعد فشله في إقناع المنظمين بضرورة إقصاء الأطراف الإخوانية والمتطرفة، والتي كان يبرر وجودها بـ”أغراض التعبئة”، رغم وجود “عشرات المستعدين للمشاركة لكنهم رفضوا الوقوف جنبا إلى جنب مع عناصر متطرفة ومصنفة أمنيا”، بحسب تعبيره.
لوبي إسرائيلي
وسلط يوسف الضوء على عدد من الشخصيات والجمعيات التي وصفها بـ”المشبوهة”، من بينها:
يامينة الزعلامي، المسؤولة عن جمعية “أنصار فلسطين”، والتي اعتبرها تمثل “الإخوان العميق في تونس” ومعروفة بـ”عرقلتها لمبادرات تجريم التطبيع”.
أحمد قعلول، وزير الشباب الأسبق، المتهم باستضافة فريق “تايكوندو إسرائيلي” في تونس.
محرزية العبيدي، التي قال إنها كانت على صلة بـ”اللوبي الصهيوني العالمي إيباك” وببعض الكتاب الصهاينة.
جمعية صاحب الطابع، التي لا تخفي انتماءها الإخواني، حسب ما ورد في البيان.
“التحالف من أجل فلسطين”، الذي يضم عناصر دعوية يتهم بعضها بالارتباط بتنظيمات اختراق إخوانية.
وأشار يوسف إلى أن القافلة شهدت “تصعيدا في الشعارات ضد السلطة في تونس ومصر والإمارات والسعودية، في حين غابت الإدانة الفعلية لإسرائيل ولقوى مثل قطر وتركيا”، رغم اعتبار الأخيرة “جبهة دعم عسكرية وتموينية مفتوحة لإسرائيل”، على حد قوله.

شبهات تتعلق بتنظيم القاعدة
الأخطر – وفقا لما قاله – هو الإعلان عن خروج قوافل من مناطق توصف بأنها بؤر لتنظيم القاعدة، خاصة في سوريا ولبنان (طرابلس)، وهي مناطق قال إن مقاتليها “تلقوا العلاج في مستشفيات إسرائيلية، وزارهم نتنياهو شخصيا”، مشيرا إلى جرائم حرب ارتكبت من قبلهم، مثل “ذبح المدنيين وأكل الأكباد”، وتسليم الجنوب السوري بالكامل لإسرائيل.
تحذير من فعل عدواني وفق القانون الدولي
واستشهد القاسم يوسف بنص المادة (3) من القرار 3314 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تعتبر دخول مجموعات مدنية منظمة بترتيب من دول أجنبية إلى أراضي دولة ذات سيادة دون إذن، شكلا من أشكال العدوان غير التقليدي، قابلا للرد وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة (حق الدفاع عن النفس).
دعوة إلى الانسحاب والتمسك بالموقف التونسي
في ختام بيانه، دعا القاسم يوسف “الشرفاء” من أصدقائه ورفاقه داخل القافلة إلى الانسحاب تحت أي ظرف، مؤكدا أن “الهدف الحقيقي من المشاركة لم يكن غزة كما ادعي، بل ظهر لاحقا أنه استهداف لمصر”.
وأكد أن القافلة “يبدو أنها كانت تحضر منذ مدة طويلة”، مستدلا بصور لدعوات سابقة لانطلاقها من بؤر معروفة بنشاط القاعدة، ومنشورات متطرفة تعود لبعض الناطقين الرسميين باسم القافلة.
وختم قائلا:
“لا يمكن أن نرفع شعار الصمود في وجه الاحتلال، بينما نقف إلى جانب من يحمل فكرا تكفيريا أو يعمل ضمن أجندات خارجية مشبوهة. ما زلت ملتزما بضبط النفس، وما حكيت شي تقريبا.”
خلفية مشحونة وتحذيرات من تسييس القضية الفلسطينية
يأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه “قافلة الصمود” جدلا واسعا داخل الأوساط السياسية والحقوقية العربية، مع تزايد التحذيرات من تحويل المبادرة من دعم إنساني لغزة إلى ساحة صراع إقليمي وتصفية حسابات أيديولوجية، ما يجعل من مستقبلها محل شكوك واسعة.
وقد تمهد هذه التصريحات إلى تحقيقات أوسع أو قرارات رسمية داخل تونس ودول أخرى بشأن مشاركات بعض رعاياها في القافلة، خاصة في ظل الحديث عن ارتباطات إرهابية ومخالفات قانونية دولية.










