أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه نفذ غارة جوية استهدفت قاعدة صاروخية تحت الأرض تقع في مدينة خرم آباد، عاصمة محافظة لرستان الإيرانية، حيث يعتقد أن منشآت لتخزين صواريخ أرض – أرض وصواريخ كروز تقع في تلك المنطقة.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن القاعدة كانت قد ظهرت سابقا في مقاطع دعائية نشرها الحرس الثوري الإيراني، ووصفت بأنها إحدى “المدن الصاروخية” التي يحتفظ بها النظام الإيراني في باطن الأرض.
وأكدت المتحدثة باسم الجيش الأمريكي، إيفي دوفريسني، أن القاعدة المستهدفة “مهمة واستخدمت في الدعاية الإيرانية خلال الأشهر الماضية”، ما يعكس استهدافا استراتيجيا للبنية العسكرية الإيرانية المرتبطة مباشرة ببرنامج الصواريخ.
غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مدن إيرانية
بالتوازي، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية وإيرانية بأن موجات جديدة من الضربات الجوية الإسرائيلية بدأت مساء السبت، وتركزت بشكل خاص على طهران، إلى جانب استهداف مواقع في بندر عباس والمرافق النووية في أصفهان. كما تم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في عدة مناطق، بينها قم، كرمانشاه، أذربيجان الغربية، خوزستان، ولرستان.
ورغم تأكيدات بعض المصادر العسكرية الإيرانية بأن “الرادارات رصدت تحركات لطائرات معادية”، أفادت وكالة تسنيم بأن نشاطات الدفاعات الجوية “جزء من إجراءات روتينية” وسط تقارير متضاربة حول مدى الخسائر.
إسرائيل: “نركز على طهران… والضربات مستمرة”
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي دوفيرين، صرح مساء السبت بأن سلاح الجو الإسرائيلي “يواصل ضرباته المتتالية”، مضيفا أن طهران تمثل “قلب النظام الإرهابي الذي يهدد العالم الغربي”. وأوضح أن إسرائيل “استهدفت حتى الآن كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين”، في إطار عملية وصفت بأنها من “أوسع العمليات العسكرية في تاريخ إسرائيل ضد إيران”.
إيران تتوعد بالرد… وتهديدات بـ”ضربات مدمرة”
في المقابل، أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن “الرد الإيراني المدمر على العدوان الصهيوني قادم خلال الساعات المقبلة”، دون تحديد أهداف أو توقيت محدد. وقد نقل عن مصادر في الحرس الثوري أن الرد “سيكون بحجم غير مسبوق”، فيما حذرت واشنطن عبر قنوات دبلوماسية غير مباشرة من انجرار المنطقة إلى حرب مفتوحة.
قراءة استراتيجية: هل تسعى إسرائيل لتغيير النظام في طهران؟
وفي تعليق تحليلي، يرى كريم سجادبور، الخبير في الشأن الإيراني بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن الهجمات الإسرائيلية حتى الآن تمثل “انتصارا تكتيكيا”، لكنها لا تعني حسم الحرب. ويطرح ثلاثة تساؤلات رئيسية لتقييم مستقبل الأزمة:
هل تقتصر أهداف إسرائيل على البرنامج النووي؟
أم أن هناك نية لإسقاط النظام الإيراني بالكامل؟
ما مدى قدرة إيران على الرد؟
خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية والانقسامات الداخلية.
ما أثر الهجمات على قرار إيران بشأن امتلاك القنبلة النووية؟
هل تؤدي إلى التراجع، أم تسريع البرنامج النووي تحت ذريعة الدفاع؟
يتجه الصراع الإيراني الإسرائيلي نحو منعطف بالغ الخطورة، مع توالي الضربات وتبادل التهديدات، في وقت لم تظهر فيه حتى الآن مؤشرات لوساطات ناجحة أو رغبة حقيقية في تهدئة التوتر.
وفي ظل تصعيد متزامن على أكثر من جبهة، فإن خطر انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة لم يعد سيناريو بعيد الاحتمال.










