تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدا خطيرا وغير مسبوق في الساعات الأخيرة، مع تقارير عن هجمات إسرائيلية واسعة النطاق داخل إيران، وردود إيرانية، وتصريحات أمريكية وإيرانية تضع مستقبل الاتفاق النووي على المحك.
هجمات إسرائيلية تستهدف طهران ومدن إيرانية أخرى
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جولة جديدة من الهجمات الصاروخية الإيرانية استهدفت وسط البلاد قبل فجر اليوم، ما أدى إلى إصابة 14 شخصا وإلحاق أضرار بالعديد من المنازل.
وقبل ذلك بقليل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن رصد دفعة جديدة من الصواريخ الباليستية أطلقت من إيران باتجاه البلاد، ونصحت المدنيين الإسرائيليين بالبقاء في الملاجئ حتى إشعار آخر.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق إسقاط ثلاث طائرات مسيرة يبدو أنها أطلقت من اليمن باتجاه البلاد.
في المقابل، تتواصل الهجمات الإسرائيلية على مناطق مختلفة من محافظة طهران وعدد من المدن الأخرى في إيران صباح السبت.
وبعد سماع دوي مرعب غرب طهران، أكدت وكالة أنباء فارس سقوط “قذيفتين” في منطقة مطار مهرآباد. وذكرت التقارير أيضا أن انفجارات سمعت في بعض المناطق الأخرى بمحافظة طهران، بما في ذلك فاردافارد، وحكيميه، وبيروزي، وطهران-بارس.
وفي مدن أخرى في إيران، نشرت تقارير عن وقوع اشتباكات بين قوات الدفاع وأهداف إسرائيلية في أصفهان وكرج وبيرانشهر.
إيران: المحادثات النووية “لا جدوى منها”
في تطور يعكس تصاعد التوتر، نقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، قوله إن استمرار المحادثات النووية “لا جدوى منه” بعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران.
وقال بقائي، دون أن يسمي الولايات المتحدة: “لا يمكنكم الادعاء بالتفاوض وتقسيم العمل في نفس الوقت”.
وتأتي هذه التصريحات قبيل الجولة السادسة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن، والتي كان من المقرر عقدها في مسقط يوم الأحد (غدا). وقد عقدت إيران والولايات المتحدة خمس جولات من المحادثات النووية حتى الآن.
ترامب “متشائم” بشأن الاتفاق النووي وموقف أمريكي محايد من ضربة إسرائيلية
في سياق متصل، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مسؤولين أمريكيين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ فريقه للأمن القومي خلال اجتماع عقد مؤخرا في كامب ديفيد، عن تزايد تشاؤمه بشأن احتمالات التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.
وبحسب الصحيفة، استدعى ترامب فريقه لمناقشة قضايا الشرق الأوسط، حيث عبر عن شكوكه المتزايدة حول مستقبل المفاوضات النووية.
وأضاف المسؤولون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذكر ترامب في آخر محادثة بينهما بانقضاء مهلة الستين يوما، مؤكدا أن إسرائيل لم تعد قادرة على الانتظار. في المقابل، رد ترامب بأن الولايات المتحدة لن تمنع أي تحرك إسرائيلي، لكنها لن تشارك في ضربة عسكرية أيضا.
هذه التطورات المتسارعة تشير إلى مرحلة بالغة الخطورة في العلاقات بين إيران وإسرائيل، وتضع المزيد من الضغوط على الجهود الدبلوماسية الرامية للتوصل إلى حل سلمي للبرنامج النووي الإيراني.










