أولا:
أ:-عندما ننظر لكفتي الصراع المتصاعد منذ ايام قليلة فسوف نجد ان إسرائيل وراءها امريكا والغرب كله، والدول الخليجية كلها ( لا عليكم ببيانات الاستنكار الصادرة من دول الخليج ) وعدد كبير من الدول العربية والإسلامية. واسرائيل اليوم هي الاقرب للوصول لإيران بعد ان فتح لها الفضاء الاستراتيجي ” هاي وي” فوق سوريا والعراق اي “تبخر العبء الذي كان يضايق خططها وطياريها وطائراتها “.فأصبحت لا تحتاج للمسافات الطويلة، ولا تحتاج لموافقات الدول، ولا تحتاج طائراتها للإرضاع الجوي. اي تضرب وتعود وبكل حرية!
ب:-من الجانب الآخر فإيران لوحدها وحتى حلفاءها عرفوا بالجبن عند ساعة الصفر وهما روسيا والصين. وبالتالي هي التي اختارت هذا الخيار بغرورها الذي كان سببا بتآكل محورها في اربع دول عربية، واصبحت منبوذة في محيطها العربي والإسلامي والاقليمي والدولي. فشعوب المنطقة باتت تكره ايران جدا وحتى الشيعة العرب باتوا يكرهون ايران بنسبة ٩٠٪ منهم.
ج:-وكان يفترض بإيران ومنذ اغتيال الرئيس رئيسي ووزير الخارجية اللهيان ومن معهما تضع نقطة فاصلة بين ماقبل الاغتيال وما بعد الاغتيال وتعتكف لتنظيف بيتها من الداخل لردم الثغرات التي تسللت منها اسرائيل بالجواسيس والعملاء الذين اخترقوا مؤسسات النظام، وحتى اخترقوا المربعات الحمراء التابعة لعصب قلب النظام. وهاي النتيجة الدراماتيكية التي ترونها بعيونكم. وهي نتيجة طبيعية لأي طرف ونظام بالكون عندها يركب العناد والغرور والغطرسة سيكون مصيره هكذا. وتذكروا غرور صدام حسين وغرور الرئيس اليوغسلافي وغرور الرئيس الاوكراني زلينسكي …. الخ اين أوصلهم واين اوصل دولهم!
ثانيا:
قلناها منذ شهور وكررناها مرارا ( والقراء شهود) ونصحنا القيادتين في إيران والعراق ان القادم كالزلزال وتقرر ولن يتم التراجع عنه اطلاقا لان هناك خطى متسارعة جدا لولادة شرق اوسط جديد ليكون جزء من عالم جديد آخذ بالتبلور عالميا.وهذا يتطلب اعادة توزيع النفوذ بالنسبة للقوى الكبرى.وبالتالي هناك دول سوف تتقسم، وهناك أنظمة سوف تسقط، وهناك دول سوف تقضم، وهناك دول سوف تنقرض، وأخرى ستتوسع وهكذا ….
ثالثا:-قلناها وكررناها مرارا:-
أ:-تقرر انهاء الاسلام السياسي وللأبد في المغرب العربي وفي المشرق العربي وولادة الفكر الصوفي الفلسفي للأمام علي ع بديلا وحتى ليس الإبراهيمي. وانهاء تدخل المرجعيات الدينية في شؤون ادارة الدول نهائيا،وسوف تتحول إلى مرجعيات اجتماعية ومنظمات إغاثية!
ب:-تقرر انهاء نفوذ النظامين ( الإيراني والتركي ) على حد سواء من خلال العصف الداخلي ( اي من خلال ربيع إيراني وربيع تركي ) خلال عام ٢٠٢٥. فإيران ضدها مخطط إجبارها على الانكفاء للداخل وترك دول المنطقة وعندما تمانع سوف تتعرض إلى هزات توصلها للانفجار الداخلي وسوف تتفكك إيران قوميا وها هي الهزات قد بدأت. وتركيا ضدها مخطط توريط ونجحوا به في سوريا والعراق وسوف ينفجر الداخل التركي سياسيا وعندها سيضيع النظام التركي الحاكم المشيتين ويصطدم بواقع مرير جدا!
رابعا -بالنسبة للعراق:-
أ:-فأن القرار متخذ ومنذ عام ٢٠٢٤ بتغيير الطبقة السياسية الحاكمة، وتغيير هوية النظام الحاكم تماما من الالف للياء. والتغيير كان يفترض في ٢٤ اذار ٢٠٢٤ وتأجل، واصبح قرار التغيير في ٢٤ اذار ٢٠٢٥ وتأجل، ثم اصبح في ٧ نيسان ٢٠٢٥ وتأجل بسبب اعطاء ايران آخر فرصة وهي ( جولات التفاوض ) وعندما لمست واشنطن ان الإيرانيين يتلاعبون بالوقت لكي يصلوا إلى ( صناعة قنبلة نووية ) فسارعت إسرائيل صارخة ( إيران باتت تهددنا وجوديا وتهدد دول المنطقة والجيران ويجب ان نمارس دورنا لتعطيل مشروعها النووي فعارضت الادارة الاميركية ولكن مارست إسرائيل ضغطا كبيرا وباشرت بالقصف المباغت فسجلت اول صفحة بتاريخ الحروب في العالم ان يتم انهاء نصف القيادة الإيرانية العسكرية خلال ربع ساعة )
ب:- فلقد تطورت المباغتة الاسرائيلية وانكسرت هيبة النظام الإيراني وضربت المنشآت الإيرانية واصبحت إسرائيل مهيمنة تماما على السماء اللوجستي فوق ايران. وباتت المهمة المقبلة بيد الشعب الإيراني للتخلص من النظام الحاكم والذي اصبحت تلح عليه إسرائيل ( ولهذا سارعت طهران التوسل بقطر وعمان للتوسط والضغط على ترامب ليتدخل لإيقاف إسرائيل وبالفعل قال ترامب اخيرا:- ان الإيرانيين اخذوا بالاتصال بي يريدون التحدث لي ).وهذا يدل ان النظام الإيراني تيقن ان نهايته قد قربت فيريد عقد صفقة رفضها مرارا ( والسؤال: هل سيقبل نظام ايران بالعرض الليبي الذي قبله القذافي وفكك مخزونه من اسلحة الدمار الشامل في ليبيا ويتم تفكيك المشروع النووي وبرنامج الصواريخ وشروط اخرى؟ )
خامسا:- وبالعودة لموضوع العراق!
أ:-فما يحدث ضد إيران ستكون خاتمته في العراق بنسبة ٩٩٪.وبمعنى آخر ان ( الاستدارة الأخيرة لما يحدث الآن ضد ايران سوف يكون في العراق) ولكن ليس من قبل إسرائيل بل من قبل العراقيين بدعم المجتمع الدولي وهو ((تغيير النظام السياسي في العراق، ومحاسبة الطبقة السياسية، وولادة نظام وطني جديد في العراق يكون قويا ومدعوما من المجتمع الدولي)).
ب:-فمحور إيران في العراق يلفظ انفاسه الأخيرة وبقائه مجرد وقت قصير جدا جدا.وان ايران بوضعها الحالي سوف تتنازل الف مرة عن حلفاءها وعملاءها في العراق عسى تحصل على بصيص امل وانبوب اوكسجين للخروج من وضعها الصعب حاليا وهذا ماتريده الادارة الاميركية اي التغيير في العراق دون تدخل ايران بل خروجها من العراق تماما ( وهنا سيتحقق التغيير الآمن في العراق )!
ج:- في حالة قرر حلفاء إيران في العراق المواجهة اي مواجهة التغيير القادم ( ولو هذا لن يحدث ولا حتى ٢٪ لاننا نعرفهم جيدا ونعرف همبلاتهم! ) فسوف تكون نهايتهم قبل ان يسحبوا أقسام بنادقهم، وسيحترقوا وهم في مقراتهم تحت الارض وفي غرف نومهم مثلما حصل للإيرانيين اخيرا. لا سيما وان جميع تحركاتهم واتصالاتهم وتنقلاتهم وأماكنهم البديلة هي مرصوده ومعروفة تماما.وهناك من ينقل كل هذا للأميركان على مدار الساعة لان عملاء واشنطن يأكلون ويشربون معهم!.
الخلاصة:
١-ما بدأ لن يتوقف إلا بانكفاء إيران لداخلها تماما ليقرر الشعب الإيراني. وتتعهد إيران بعدم التدخل بشؤون دول المنطقة اطلاقا. وان تمادت ايران وعاندت فحتى (مضيق هرمز) سيأخذونه منها بتحالف دولي جاهز وينتظر الاشارة.
٢-ومن ثم لن يتوقف إلا بتغيير النظام في العراق تماما. وليست هناك اي فرصة لأي طرف في الطبقة السياسية الحاكمة ليكون جزء من التغيير او يقبل ليشترك بالنظام الجديد. فهذا خط احمر ( فالكل يذهب لقفص صدام حسين ويحاكم محاكمات تنقل للفضائيات ووسائل الإعلام بالمباشر ) وستخرج جميع الأسرار والجرائم من افواه الطبقة الحاكمة واذنابها!










