في تصعيد غير مسبوق، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الأحد، أن 50 طائرة مقاتلة إسرائيلية نفذت خلال الأيام الثلاثة الماضية سلسلة من الغارات الجوية المكثفة على طهران، استهدفت أكثر من 170 هدفا و720 بنية تحتية مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك مقار أمنية حساسة.
وقال أدرعي في بيان رسمي إن الضربات الجوية أصابت مقر وزارة الدفاع الإيرانية، مقر قيادة منظمة “سبند” التابعة للحرس الثوري، بالإضافة إلى منشآت يعتقد أنها تضم أرشيفا نوويا سريا.
وأكد أن الهجمات نفذت بتوجيه مباشر من هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بهدف “حرمان طهران من قدرات ومكونات حيوية لإنتاج السلاح النووي”، مضيفا أن المقاتلات الإسرائيلية حلقت طوال الليلة الماضية فوق طهران ونفذت غارات دقيقة على أهداف مختارة.
انفجارات تهز العاصمة الإيرانية
بالتوازي مع هذه التصريحات، دوت سلسلة انفجارات عنيفة وسط طهران، ما أثار حالة من الهلع في أوساط السكان. وأفادت قناة “الميادين” اللبنانية، التي تمتلك مكتبا في العاصمة الإيرانية، أن الانفجارات وقعت بعد ظهر الأحد في عدة مناطق داخل المدينة.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أعمدة دخان تتصاعد من مواقع مختلفة في العاصمة، فيما التزمت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية الصمت حتى اللحظة، دون تقديم رواية رسمية حول ما جرى.
أبرز المناطق التي سجلت فيها الانفجارات:
ساحة الرسالة – منطقة دردشت
شارع السهروردي – منطقة سيد خندان
ساحة تجريش
نيافاران – تقاطع كامرانيه
شارع مطهري – شارع تركمانستان
منطقة القوات الجوية
شارع كيشافارز – شارع توس
طهران-بارس
ساحة تختي – شارع الحويزة
إعلان حالة تأهب غير معلنة
في ظل هذه التطورات، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، فتح محطات المترو والمساجد كملاجئ عامة على مدار الساعة، كما اعتمدت المدارس كمراكز إيواء بديلة. يأتي ذلك بالتوازي مع تقارير عن ازدحامات خانقة في مداخل ومخارج العاصمة.
وأكد رئيس شرطة مرور طهران، أحمد كرامي أسعد، أن حجم السيارات المغادرة للمدينة شهد ارتفاعا ملحوظا، خاصة على محاور طهران – قم، وهراز، وطريق طهران الشمالي.
خسائر بشرية في صفوف الحرس الثوري
في تطور لافت، أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانا أكد فيه مقتل عدد من كبار قادة القوة الجوفضائية التابعة له، خلال هجوم استهدف مقرهم السري، برفقة القائد أمير علي حاجي زاده، الذي لقي مصرعه أيضا في الهجوم، وفق ما أفادت به جهات إسرائيلية قالت إنها نفذت “خداعا تكتيكيا” للوصول إلى الهدف.
مخاوف من تصعيد نووي… وصواريخ إيرانية لم تستخدم بعد
في تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أشار المحلل العسكري يوآف زيتون إلى أن إيران، رغم إطلاقها نحو 300 صاروخ باليستي ضد إسرائيل في الهجمات الأخيرة، لم تستخدم بعد صواريخها الأثقل والأكثر تدميرا، والتي تصل حمولة بعضها إلى طن أو أكثر.
وأكد زيتون أن صواريخ كروز الإيرانية الأسرع من الصوت لم تدخل المعركة بعد، مرجحا أن طهران تحتفظ بها تحسبا لتصعيد أشد. وأضاف أن تكلفة صواريخ “خرمشهر” تفوق بثلاثة أضعاف صواريخ “بيكان 3” الإسرائيلية.
ورغم كفاءة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، فإن الصحيفة نقلت أن 20% من الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافا مباشرة داخل إسرائيل، وهو معدل إصابة أعلى من الهجمات السابقة في أبريل وأكتوبر من العام الماضي.










