في تطور مقلق يعكس عمق الأزمة الأمنية التي تمر بها إسرائيل، كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية عن قرارات حكومية استثنائية تهدف إلى منع المواطنين الإسرائيليين من مغادرة البلاد.
هذا القرار غير المسبوق يأتي وسط مخاوف حقيقية من حدوث هروب جماعي للمواطنين في ظل التصعيد العسكري المباشر مع إيران والضربات الصاروخية المتواصلة التي تستهدف البنية التحتية الحيوية الإسرائيلية.
الأوامر الحكومية المباشرة لمنع السفر
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن “الحكومة الإسرائيلية أمرت شركات الطيران الإسرائيلية بعدم السماح بخروج رحلات من البلاد، في حال تقرر تسيير رحلات إنقاذ لإعادة الإسرائيليين العالقين في الخارج”.
هذه التوجيهات تأتي مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطوة تكشف عن قلق عميق من إمكانية حدوث هجرة عكسية جماعية.
التبريرات الأمنية المعلنة
أوضحت الصحيفة أن “السبب المعلن هو تعليمات الجهات الأمنية التي تخشى من استهداف الطائرات، وتسعى لتقليل التجمعات الكبيرة قدر المستطاع”.
هذه التبريرات تأتي في ظل الضربات الصاروخية الإيرانية المتكررة على إسرائيل، بما في ذلك استهداف مطار بن جوريون مباشرة.
حجم الأزمة والإسرائيليون العالقون في الخارج: أرقام مذهلة للعالقين
تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 100 ألف إسرائيلي عالقين في الخارج منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على إيران. ودعا أوز بيرلويتز، الرئيس التنفيذي لشركة أركيا للطيران، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزيرة النقل ميري ريغيف إلى التدخل شخصياً في أزمة تعليق الرحلات الجوية.
وقال بيرلويتز: “أتلقى مئات الطلبات يومياً من أفراد، وجنود، وأطباء، وبعض أكبر الشركات الاقتصادية، ومرضى”.
وأكدت وزارة المواصلات أن إعادة العالقين إلى إسرائيل ستكون عملية طويلة وتدريجية قد تستغرق عدة أسابيع على الأقل.
وصف شموئيل زكاي، مدير سلطة الطيران المدني، الوضع بقوله إن “الأمر قد يستغرق أسابيع وليس أياماً حتى يتمكن الجميع من العودة إلى إسرائيل”.
الإغلاق الكامل.. مطار بن جوريون
وأعلنت متحدثة باسم مطار بن جوريون إغلاقه حتى إشعار آخر، مؤكدة أنه “لا يوجد تاريخ أو يوم محدد لإعادة فتح المطار”. استمر الإغلاق لليوم الثالث على التوالي بسبب الضربات الصاروخية الإيرانية المتواصلة.
كما أعلنت كبرى شركات الطيران الإسرائيلية، بما في ذلك “إل عال”، و”أركيا”، و”إيسراير”، و”إير حيفا” إلغاء كامل لرحلاتها الجوية حتى 17 يونيو.
أيضا ألغت شركة “العال” رحلاتها من وإلى عشرات الوجهات الدولية حتى 23 يونيو، بما في ذلك برلين، برشلونة، طوكيو، وموسكو.
مؤشرات على الهروب الجماعي
وشهدت إسرائيل سابقاً موجات هروب جماعي، حيث كشف استطلاع للرأي نقلت نتائجه قناة “كان” التابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن “حوالي ربع الإسرائيليين فكروا في الهجرة للخارج بسبب الأوضاع السياسية والأمنية في أعقاب هجوم حماس”.
وأظهر الاستطلاع أن “23 في المئة من الإسرائيليين فكروا خلال العام الماضي منذ أكتوبر 2023 حتى أكتوبر 2024، في مغادرة البلاد، بسبب الوضع السياسي”.
وفي ظل الهجمات الصاروخية الإيرانية المتواصلة، تنامت المخاوف من حدوث نزوح جماعي جديد. تعرضت مناطق حيوية في إسرائيل لضربات مباشرة، حيث أسفرت الضربات الصاروخية الإيرانية في وسط إسرائيل عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 172 آخرين.
التداعيات الاقتصادية والاجتماعية
وتواجه شركات الطيران الإسرائيلية ضغطاً هائلاً، حيث هوى سهم “العال” 3.5 في المائة، خلال تعاملات ما بعد الظهر في تل أبيب.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، أصبحت شركة العال إحدى شركات الطيران القليلة التي تُسيّر رحلاتها إلى تل أبيب.
ويعكس منع السفر تدهوراً خطيراً في الثقة العامة والاستقرار الداخلي، حيث وصف بيرلويتز الوضع بأنه “أزمة وطنية” تتطلب تدخلاً حكومياً عاجلاً. وأضاف: “على الحكومة أن تدرك أن أزمة اللاجئين الحالية أزمة وطنية”.










