شهد مضيق هرمز والخليج العربي خلال اليومين الماضيين اضطرابات غير مسبوقة في أنظمة الملاحة، تسببت في تعطل إشارات أكثر من 900 سفينة، وسط تصاعد التوترات العسكرية بين إيران وإسرائيل، مما أثار قلقا دوليا بشأن سلامة أحد أهم الممرات البحرية في العالم.
ووفقا لبيانات جمعتها شركة “ستاربورد” المتخصصة في المعلومات البحرية ووكالة بلومبرغ، أصبحت حركة السفن في المنطقة مضطربة بشكل واضح، حيث لم تعد قادرة على الإبحار بخطوط مستقيمة، وبدأت في التحرك بشكل متعرج أو حتى الانجراف نحو السواحل، في مشهد يشي بخلل تقني واسع النطاق.
وأشارت التقارير إلى أن الاضطرابات شملت ناقلات نفط، سفن شحن، قاطرات، وحتى قوارب صيد، مما دفع أطقم هذه السفن إلى الاعتماد على الوسائل التقليدية للملاحة، مثل الرادارات والبوصلات والرؤية البصرية، وهو ما يزيد من احتمالات وقوع حوادث تصادم في المنطقة البحرية المزدحمة.
من جانبه، حذر مركز الاستخبارات البحرية المشترك – وهو هيئة بحرية دولية مسؤولة عن مراقبة المخاطر في الممرات الحيوية – من وجود حالات “تدخل خطير” في الإشارات القادمة من مدينة بندر عباس الإيرانية، دون الإشارة إلى هوية الجهات المتورطة أو خلفيات هذا التعطيل المفاجئ.
وأكد المركز، رغم خطورة الموقف، أنه “لا توجد مؤشرات حالية على إغلاق محتمل لمضيق هرمز”، الذي يمر من خلاله نحو 25% من تجارة النفط العالمية المنقولة بحرا، ويعد شريانا حيويا للطاقة العالمية.
يأتي هذا التعطيل الفني في توقيت بالغ الحساسية، مع اشتداد الضربات الجوية المتبادلة بين إسرائيل وإيران، وتكهنات بتحركات عسكرية بحرية غير معلنة. وقد يثير استمرار هذه الاضطرابات تساؤلات حول احتمالية وجود حرب إلكترونية بحرية أو هجمات تشويش متعمدة تهدف إلى تعطيل التجارة العالمية وزعزعة استقرار المنطقة.
خلفية:
مضيق هرمز هو أحد أكثر الممرات البحرية أهمية، حيث يربط بين الخليج العربي وبحر العرب.
لطالما كان المسرح الرئيسي لأي تصعيد عسكري أو اقتصادي بين إيران والغرب، وخصوصا في أوقات التوتر السياسي أو العقوبات.
التحذير العالمي:
دعت منظمات بحرية دولية السفن إلى توخي الحذر، واستخدام بدائل للملاحة الآلية عند الإبحار في هذه المنطقة، بانتظار استعادة الاستقرار الإلكتروني والملاحي.
تحديثات لاحقة متوقعة من القوات البحرية المشتركة والمراقبين الدوليين حول الأسباب المحتملة لهذا التعطيل وما إذا كان مرتبطا بعمل عدائي أو خلل تقني كبير.










