في تطور غير مسبوق على صعيد الحرب بين إسرائيل وإيران، تبرز مؤشرات على تحول استراتيجي كبير في نمط المواجهة، يتجاوز الضربات الجوية التقليدية ليطال البنية التحتية الحيوية للدولة الإيرانية، وسط إشارات خطيرة على دعم صراع داخلي محتمل على غرار ما حدث في سوريا عام 2011.
استهداف الطرق الحيوية… تكتيك “قطع أوصال الدولة”
بدأت إسرائيل خلال الأيام الماضية تركيز ضرباتها على الطرق والمحاور البرية الرئيسية، مثل الطريق السريع طهران – قم، حيث سقطت قذيفة على جزء من الطريق ما أدى إلى إغلاقه بالكامل.
ويعد هذا الطريق شريانا حيويا لربط العاصمة بمنشآت عسكرية ونووية رئيسية، منها موقع فوردو النووي القريب.
ويأتي هذا الاستهداف ضمن خطة ممنهجة لتعطيل قدرة الجيش الإيراني على المناورة وتحريك قواته بين المناطق، في ظل ما يوصف بـ”العجز الجوي” الذي تعاني منه إيران منذ عقود.
فأسطول إيران الجوي العسكري يعاني من تقادم شديد ولم يحدث منذ الحرب الإيرانية-العراقية، ما يجعل خطوط النقل البري هي العمود الفقري لتحريك القوة.
أما عن النتائج المحتملة فقد تؤدي عملية تكتيك “قطع أوصال الدولة” إلى عزل جغرافي لمراكز القيادة والسيطرة الإيرانية، وهو ما يؤدي إلى تفكك خطوط الإمداد والتموين، وشلل في استجابة الدفاعات الإيرانية على مستوى الدولة.
قاذفات “سبايك” داخل إيران… نذر صراع داخلي؟
في تطور أكثر خطورة، أفادت مصادر أمنية إيرانية باكتشاف مجموعة من قاذفات صواريخ “سبايك” الإسرائيلية الصنع مزروعة في الداخل الإيراني، وتم تعديلها للعمل بالأتمتة والتحكم عبر الإنترنت.
بحسب مصادر مطلعة، يشتبه في تورط جهاز الموساد في إيصال وتعديل هذه القاذفات، بالتعاون مع شبكات محلية داخل إيران، ما يشير إلى احضير الموساد الإسرائيلي إلى تفجر صراع داخلي مسلح مدعوم خارجيا، يحاكي بداية الأزمة السورية.
هذه القاذفات، بحسب التحقيقات، كانت موجهة لضرب منظومات الدفاع الجوي الإيرانية ومراكز حساسة، بما يضعف قدرة إيران على حماية منشآتها، ويمهد لشل دفاعاتها.

إسرائيل تحضر لحرب هجينة
وتكشف هذه التطورات أن إسرائيل لم تعد تخوض مواجهة محدودة أو ضربة انتقامية، بل بدأت مرحلة التفكيك المنهجي للبنية الأمنية والعسكرية الإيرانية من خلال ضرب مفاصل الدولة الجغرافية واللوجستية، واختراق الجبهة الداخلية عبر تسليح مجموعات محلية، ومن ثم تمهيد الأرض لصراع أهلي مدعوم خارجيا قد يفضي إلى انهيار النظام.
وتواجه إيران اليوم تحديين مصيريين، الأول انهيار الدفاع التقليدي نتيجة الضربات الجوية المركزة وضعف الرد الإيراني.
واختراق أمني داخلي خطير ينبئ بإمكانية نشوب صراع أهلي.
حرب هجينة أم انهيار سياسي؟
وتشير مصادر إيرانية إلى أنه إذا ما استمرت هذه العمليات، فإن المشهد الإيراني قد يتجه نحو حرب هجينة تجمع بين القصف الخارجي والعمليات الداخلية.
والسيناريو الثاني انفجار الساحة الإيرانية من الداخل، على يد خلايا نائمة مجهزة وهو ما يؤدي إلى تفكك السلطة المركزية وتحول إيران إلى ساحة صراع إقليمي يشبه النموذج السوري.
بكل المقاييس، ما يجري ليس تصعيدا فحسب، بل بداية تحول استراتيجي يهدد بإعادة رسم خريطة القوة والسلطة داخل إيران.










