كشف خبراء عسكريون عن تراجع حاد في وتيرة إطلاق الصواريخ الإيرانية باتجاه إسرائيل، مما يثير تساؤلات حول مدى تضرر البنية التحتية العسكرية الإيرانية
تراجع مثير للقلق في القدرة الصاروخية
كشف الباحث والصحفي الأحوازي محمد مجيد الأحوازي عن تراجع كبير في وتيرة إطلاق الصواريخ الإيرانية باتجاه إسرائيل خلال الأيام الأخيرة من التصعيد العسكري بين الجانبين. هذا التطور يطرح تساؤلات جوهرية حول جاهزية البنية التحتية العسكرية الإيرانية، خاصة في ما يتعلق بمنصات الإطلاق والأنفاق الصاروخية.
وفقاً لتحليل الأحوازي، انخفض عدد الصواريخ المطلقة من 200 صاروخ في اليوم الأول (الجمعة) إلى 150 صاروخاً في اليوم الثاني، ثم إلى 80-50 صاروخاً في اليوم الثالث، وصولاً إلى 30 صاروخاً فقط في الهجوم الأخير ليلة الاثنين.
أسباب التراجع المحتملة
الفرضية الأولى: الأضرار في البنية التحتية
يرجح الصحفي الأحوازي أن هذا التراجع الحاد يشير بدرجة كبيرة إلى تعرض منصات الإطلاق وأنفاق تخزين ونقل الصواريخ لأضرار جسيمة نتيجة الضربات الجوية الإسرائيلية. هذه الأضرار أدت إلى خروج عدد منها عن الخدمة، مؤقتاً أو بشكل دائم.
“أعلن الجيش الإسرائيلي تدمير موقع تحت الأرض يحتوي على أنفاق تخزين صواريخ أرض-أرض وصواريخ كروز غربي إيران”
الفرضية الثانية: التغيير التكتيكي المتعمد
أشار مجيد الأحوازي إلى احتمال آخر أقل ترجيحاً، يتمثل في تغيير تكتيكي متعمد من قبل القيادة الإيرانية. هذا التكتيك يهدف إلى:
- تقليل وتيرة الإطلاق لتجنب كشف مواقع المنصات المتبقية
- ضمان استخدام القدرة الصاروخية على مدى زمني أطول
- الحفاظ على عنصر المفاجأة للمراحل القادمة من المواجهة
تأثير الضربات الإسرائيلية
نفذت إسرائيل في إطار عملية “الأسد الصاعد” ضربات دقيقة استهدفت 170 هدفاً في إيران على 720 موقعاً أو هدفاً فرعياً مختلفاً. شملت هذه الأهداف:
- المنشآت النووية: مواقع نطنز وأصفهان وفوردو
- المطارات العسكرية: مطارات طهران وهمدان وتبريز
- مخازن الصواريخ: مواقع تحت الأرض لتخزين الصواريخ الباليستية
- منصات الإطلاق: المنشآت الحيوية لإطلاق الصواريخ
التداعيات على المعادلة الاستراتيجية
يضيف هذا التراجع الملموس في حجم الرد الصاروخي الإيراني بعداً جديداً في قراءة المعادلة العسكرية الحالية. خصوصاً في ظل تصريحات متصاعدة من الجانب الإسرائيلي تهدد بتوسيع الهجمات وضرب أهداف أكثر حساسية داخل إيران.
وفقاً للخبراء العسكريين، تشكل منصات إطلاق الصواريخ نقطة الضعف الرئيسية في المنظومة الباليستية الإيرانية. فبينما قد تمتلك إيران مخزوناً ضخماً من الصواريخ، فإن عدد منصات الإطلاق محدود، مما يجعل تدميرها يشل فعلياً القدرة على الهجوم.
القدرات المتبقية والتوقعات المستقبلية
رغم التراجع الملحوظ، تشير التقديرات إلى أن إيران لا تزال تمتلك قدرات كبيرة لم تستخدمها بعد. أكد القائد السابق للحرس الثوري الإيراني أن إيران استخدمت صواريخ برؤوس حربية بوزن طن ونصف فقط، وتمتلك رؤوساً حربية أشد قوة لم تستخدمها.
هذا الوضع يطرح تساؤلات حول الاستراتيجية الإيرانية المستقبلية وقدرتها على استعادة توازن الردع مع إسرائيل، خاصة مع استمرار التهديدات الإسرائيلية بتوسيع نطاق العمليات العسكرية.










