أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، اغتيال العميد علي شادماني، القائد الجديد لمقر القيادة المركزية “خاتم الأنبياء” في الجيش الإيراني، والذي يعد من الشخصيات العسكرية الأوثق صلة بالمرشد الأعلى علي خامنئي.
ويأتي هذا الإعلان بعد أيام قليلة فقط من تعيين شادماني في منصبه، خلفا للفريق غلام علي رشيد، الذي قتل هو الآخر في عملية اغتيال نسبت أيضا إلى إسرائيل. وينظر إلى هذه الضربات المتتالية كجزء من استراتيجية تصعيد إسرائيلية تستهدف رأس البنية القيادية العسكرية في إيران.
من هو علي شادماني؟
العميد علي شادماني، المولود في مدينة همدان، هو أحد القادة العسكريين المخضرمين في الحرس الثوري الإيراني. انخرط في سلك الحرس منذ بداية الحرب العراقية-الإيرانية، وبرز على جبهات القتال الغربية خلال تلك الحرب، حيث تولى قيادة لواء “أنصار الحسين”، الذي لعب دورا محوريا في الدفاع عن مواقع استراتيجية.
لاحقا، تولى شادماني سلسلة من المناصب الحساسة داخل بنية القوات المسلحة، بينها قيادة مقر النجف الأشرف غرب البلاد، ومن ثم موقع نائب قائد القوات البرية، قبل أن يتم تعيينه نائبا لرئيس هيئة الأركان العامة للعمليات، في منصب يمكنه من الإشراف على التنسيق الميداني والتخطيط الاستراتيجي.
يعرف عن شادماني أنه صاحب رؤية عسكرية عقلانية وميدانية، حيث جمع بين الخبرة العملياتية والانضباط التنظيمي، مما أكسبه ثقة القيادة العليا، وخاصة المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي اختاره بنفسه في 13 يونيو الجاري لقيادة مقر “خاتم الأنبياء”، أهم هيئة قيادة عسكرية عملياتية في البلاد.
إسرائيل: استهداف منصب لا يعوض
إسرائيل من جهتها، أعلنت أن العملية جزء من سلسلة ضربات “واسعة النطاق” استهدفت منصات صواريخ ومقار قيادية داخل إيران خلال الليلة الماضية، وزعمت في بيانها أن الهجوم شمل أيضا مواقع لإطلاق الصواريخ أرض-أرض، وأنظمة دفاع جوي، ومستودعات للطائرات المسيرة.
ويرى محللون أن اغتيال شادماني لا يمثل فقط ضربة موجعة للجيش الإيراني، بل يحمل رسالة واضحة إلى القيادة الإيرانية بأن أي شخصية يعاد تأهيلها أو الدفع بها في صفوف القيادة العليا لن تكون في مأمن، ما يعمق من الأزمة الأمنية والعسكرية التي تعيشها إيران داخليا.
صمت رسمي في طهران
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر أي بيان رسمي من السلطات الإيرانية يؤكد أو ينفي مقتل شادماني، بينما تواصل وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية التزام الصمت حيال الضربات الجوية والانفجارات التي هزت طهران وكاشان وتبريز صباح اليوم.
وفي ظل التصعيد الحاد بين طهران وتل أبيب، يتوقع أن تؤثر هذه التطورات بشكل مباشر على طبيعة الرد الإيراني، خاصة مع تصاعد الأصوات في الداخل الداعية إلى “رد استراتيجي كبير”، وهو ما ينذر بدخول المنطقة مرحلة أكثر حدة وخطورة.










