في تصعيد جديد ومفاجئ، أطلقت إيران صباح الثلاثاء وابلا من الصواريخ على وسط إسرائيل، في واحدة من أكبر موجات القصف منذ بداية المواجهة المفتوحة بين الطرفين قبل خمسة أيام. ووفق ما أفادت به القناة 12 الإسرائيلية، فقد سقطت ثلاثة صواريخ على الأقل على مبنى وموقعين آخرين في منطقة الوسط، ما أسفر عن أضرار مادية وإصابات، في وقت هرع فيه ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ.
جاء الهجوم في تمام الساعة 9:20 صباحا بالتوقيت الإيراني، وتزامن مع وقت الذروة الصباحية، في سابقة من نوعها خلال هذه الحرب. وذكرت القناة أن الهجوم شمل نحو 30 صاروخا، ما يجعله الأوسع من حيث التوقيت والنطاق منذ بدء الهجمات الإيرانية الانتقامية.
وقالت القناة إن الضربة الصاروخية استهدفت مناطق في وسط إسرائيل، وأكدت التقارير الأولية أن إحدى الصواريخ سقطت في مدينة هرتسليا الساحلية شمال تل أبيب، مما أدى إلى تدمير عدد من الحافلات الفارغة كانت متوقفة في موقف للحافلات، دون تأكيد فوري عن وجود إصابات بشرية في هذا الموقع.
استهداف مباشر ومنشآت مدنية
بحسب شهود عيان وتقارير فرق الإسعاف، فإن صاروخا واحدا على الأقل أصاب مبنى سكنيا في إحدى مدن الوسط، فيما استهدف صاروخان آخران منشآت قريبة، مما دفع فرق الإنقاذ والطوارئ للتدخل السريع، وسط حالة من الذعر بين السكان.
وأشار ضابط من مكتب المتحدث العسكري الإسرائيلي، كان متواجدا في استوديو القناة خلال تغطيتها من داخل ملجأ محصن، إلى أن هذه الموجة كانت الأكبر من حيث العدد مقارنة بموجات سابقة منذ منتصف الليل، حيث شملت ثلاث موجات صاروخية متتالية.
أنظمة الدفاع الجوي تحت الضغط
أكد الضابط أن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، وفي مقدمتها “القبة الحديدية”، تمكنت من اعتراض ما بين 90 إلى 95% من الصواريخ خلال الموجات المختلفة، إلا أن نسبة 5 إلى 10% من الصواريخ التي لم تعترض تسببت في أضرار ودمار محدود في عدد من المناطق.
ذعر وقلق عام
الهجوم أدى إلى إطلاق صافرات الإنذار في عشرات المدن والبلدات الإسرائيلية، ما دفع المواطنين إلى الإخلاء الفوري إلى الملاجئ، وسط خشية من تكرار الهجمات أو تصعيد مفاجئ قد يشمل أهدافا أوسع أو أكثر حساسية.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد وتيرة المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، والتي تشهد مستويات غير مسبوقة من الاستهداف المباشر بين الدولتين، في وقت يحذر فيه مراقبون من انزلاق الوضع إلى صراع إقليمي شامل.










