واصلت إسرائيل، الأربعاء، هجماتها الجوية المكثفة على إيران، حيث أشارت تقارير محلية وإقليمية إلى استهداف ما لا يقل عن 22 منطقة في العاصمة طهران، إضافة إلى عشرات القواعد العسكرية ومنصات إطلاق الصواريخ في مدن إيرانية متعددة، في واحدة من أعنف موجات التصعيد بين الطرفين منذ اندلاع المواجهة قبل أسبوع.
قصف متكرر لأحياء في شرق وشمال شرق طهران
بحسب مقاطع فيديو وصور منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي تعرضت مناطق واسعة من شرق طهران، ومنها حكيمية وبلدة بهشتي وسرخه حصار، لقصف جوي إسرائيلي. وأظهرت المقاطع سحبا من الدخان الكثيف وانفجارات عنيفة، تزامنا مع تحليق مكثف لطائرات مسيرة.
الهجوم طال منطقة ونك، فيما أشار آخر إلى أن القصف شمل الحرم الجامعي قرب المرحلة 11″، في حين وثق فيديو استهداف مناطق فوق شارع الجيش شمال شرق طهران، والتي تعرضت للقصف ثلاث مرات متتالية خلال 24 ساعة.
أهداف استراتيجية: البرنامج النووي تحت النار
أعلنت القناة 14 الإسرائيلية أن جيش الدفاع الإسرائيلي يركز ضرباته على مراكز ذات صلة بالبرنامج النووي الإيراني، خصوصا في طهران.
وفي وقت لاحق، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أن سلاح الجو شن موجة جديدة من الهجمات استهدفت “أهدافا عسكرية في قلب العاصمة”.
وبحسب مصادر محلية، فإن مركز الأبحاث النووية في شارع “مزدجة”، الذي كان قد تعرض للقصف قبل ثلاث ليال، تعرض مجددا لضربة جوية مساء الأربعاء، ما يشير إلى محاولة إسرائيل تدمير كامل للبنية التحتية النووية الإيرانية.
صمت رسمي في طهران وقلق شعبي متزايد
ورغم حجم القصف وانتشاره في مناطق مدنية واستراتيجية، لم تصدر الحكومة الإيرانية حتى الآن بيانا رسميا مفصلا حول مواقع الاستهداف أو عدد الضحايا والخسائر.
إلا أن مؤشرات على توتر وقلق شعبي واسع ظهرت في طهران، مع حركة نزوح جزئي من بعض المناطق المتضررة وانقطاع مؤقت للكهرباء والاتصالات في بعض الأحياء الشرقية.
تل أبيب: مستمرون حتى تحقيق الهدف
وقال الجيش الإسرائيلي إن هذه الهجمات تأتي في إطار حملة مستمرة “لشل القدرات الصاروخية والنووية لإيران”، مشيرا إلى أن “العملية ستستمر حتى تحقيق الهدف الاستراتيجي، وهو إزالة التهديد الإيراني من جذوره”.
وبينما تتصاعد حدة الغارات، تزداد المخاوف من اتساع رقعة الحرب إلى الإقليم بأكمله، في ظل تردد دول كبرى في التدخل المباشر، وتخوف متزايد من تداعيات اقتصادية وأمنية كارثية على المنطقة والعالم.










