السويداء – كشفت مصادر ميدانية مطّلعة عن تطورات خطيرة تشهدها بادية السويداء في الجنوب السوري، حيث رُصدت تحركات متسارعة لعناصر تنظيم داعش خلال الأسابيع الأخيرة، وسط دعم مباشر من الحرس الثوري الإيراني وتسهيلات غير معلنة من ميليشيات هيئة تحرير الشام التابعة لسلطة أحمد الشرع.
انتقال مدروس وتحالفات قبلية
بحسب المعلومات، انتقلت مجموعات تابعة للتنظيم من ريفي تدمر وحمص نحو منطقة تلول الصفا، الواقعة في عمق بادية السويداء، في خطوة اعتُبرت مؤشراً واضحاً على نية داعش إعادة تنشيط وجوده العسكري جنوب سوريا.
وأكدت المصادر أن هذه التحركات جرت بتنسيق مع بعض أفراد عشائر البدو، الذين قدموا دعماً لوجستياً مهماً لعناصر التنظيم، بما في ذلك المياه، المؤن، وطرق العبور الآمنة في الصحراء المفتوحة.
إيران تدفع داعش نحو الجنوب
اللافت في هذه التطورات هو التقاطع بين هذه التحركات الميدانية ودور إيران، التي يُعتقد أنها قدمت دعماً عسكرياً مباشراً لتنظيم داعش، عبر تسليم شحنات من الأسلحة والذخائر كانت مخزنة في مستودعات تابعة للحرس الثوري الإيراني قرب تدمر.
وتشير المصادر إلى أن هذه المستودعات، التي كانت تُدار سابقاً بسرية تامة، أصبحت الآن بيد خلايا داعش التي تعيد ترتيب صفوفها تمهيدًا لعمليات هجومية محتملة على محافظة السويداء، في محاولة واضحة لاستخدام التنظيم كورقة ضغط إيرانية في مواجهة التصعيد الإقليمي مع إسرائيل.
موقف غامض لسلطة أحمد الشرع: صمت أم تواطؤ؟
في المقابل، يلف الغموض موقف هيئة تحرير الشام، التي تسيطر فعليًا على مساحات واسعة من شمال غرب سوريا، وتمتلك نفوذاً استخبارياً يمتد إلى الجنوب.
وتشير المعلومات إلى أن عناصر “الأمن العام” التابعة لسلطة أحمد الشرع لم تتحرك ضد وجود داعش، بل أن بعضهم ينظر إلى التنظيم كحليف مؤقت أو خصم مؤجل.
هذا الصمت المريب تفسّره مصادر محلية بأنه تسهيل غير مباشر لتحركات داعش، خاصة في ظل التفاهمات المرحلية غير المعلنة بين فصائل متشددة تتقاطع في العداء للنظام السوري، وتستفيد من حالة الفراغ الأمني في الجنوب.
التهديد الأكبر: جبهة ضد الدروز
التحرك الأكثر إثارة للقلق، بحسب المصادر، هو أن داعش يستعد لفتح جبهة في محافظة السويداء تحت ذريعة “محاربة المرتدين”، مستهدفاً الطائفة الدرزية التي تقطن هذه المنطقة منذ قرون.
ويقود هذا التحرك جناح متشدد يعرف باسم “حراس الدين”، يتمركز حاليًا في مناطق يصعب الوصول إليها داخل البادية، ويُعرف بعلاقاته الوثيقة مع القيادة المركزية لداعش، وقدرته على تنفيذ عمليات خاطفة وشديدة العنف.
سيناريو خطير يتشكّل
التحركات الحالية تشير إلى أن الجنوب السوري مقبل على مرحلة جديدة من الفوضى الأمنية، مع تعقيدات إقليمية تجعل من محافظة السويداء بؤرة محتملة لصراع متعدد الأطراف: تنظيم داعش، فصائل بدعم إيراني، وعشائر بدوية، في مقابل مجتمع درزي محاصر بين العجز الأمني والحصار السياسي.
ويُحذر مراقبون من أن هذا التصعيد قد يكون جزءًا من استراتيجية إيرانية أشمل للضغط على إسرائيل وأمريكا عبر الجبهات غير التقليدية، مع استخدام تنظيمات كداعش كأدوات تكتيكية في الصراع الإقليمي.
–










