حسن شحاتة، المدرب الأسطوري الذي أطلق عليه الجماهير لقب “المعلم”، يُعد أحد أبرز الأعلام في تاريخ الكرة المصرية والإفريقية. قاد منتخب مصر إلى تحقيق ثلاثية تاريخية في كأس الأمم الإفريقية (2006، 2008، 2010)، وهو إنجاز لم يسبقه إليه أي مدرب في القارة. بدأ مسيرته كلاعب في نادي الزمالك، حيث سجل 77 هدفًا في الدوري المصري، قبل أن يتحول إلى التدريب ويصنع مجدًا جديدًا.
مسيرة لاعب استثنائية
بدأ شحاتة مشواره الكروي مع نادي الزمالك في سن العاشرة، واشتهر بأهدافه الفنية التي جعلت الجماهير تردد: “يا شحاتة يا معلم خلي الشبكة تتكلم”. لعب 70 مباراة دولية مع منتخب مصر، وحصل على جائزة أفضل لاعب في كأس الأمم الإفريقية 1974. اعتزل اللعب عام 1983 بعد مسيرة حافلة بالبطولات المحلية والقارية.
تحول ناجح إلى عالم التدريب
بعد اعتزاله، اتجه شحاتة للتدريب حيث قاد ثلاثة أندية مصرية للصعود إلى الدوري الممتاز. حقق إنجازًا غير مسبوق عام 2004 عندما قاد نادي المقاولون (الدرجة الثانية) للفوز بكأس مصر والسوبر المصري. لكن ذروة إنجازاته جاءت مع المنتخب الوطني، حيث حقق:
ثلاثية أفريقية: التتويج بكأس الأمم ثلاث مرات متتالية (2006، 2008، 2010).
رقم قياسي: 52 فوزًا من أصل 86 مباراة قاد فيها المنتخب.
تصنيف عالمي: صعد بالمنتخب إلى المركز التاسع عالميًا في تصنيف الفيفا.
إرث تدريبي فريد
تميز أسلوب شحاتة بالعدالة بين اللاعبين وغياب التعصب النادي، مما جعله محبوبًا من جماهير الأهلي والزمالك على حد سواء. حقق انتصارات تاريخية على منتخبات كبرى مثل إيطاليا في كأس القارات 2009. حصل على جائزة أفضل مدرب إفريقي عام 2008، واختير من بين أفضل خمسة مدربين في تاريخ القارة.
عودة مبهجة بعد غياب
بعد غياب 7 سنوات عن الملاعب، عاد شحاتة عام 2025 لقيادة أساطير مصر في مباراة استعراضية ضد أساطير العالم. وفي ديسمبر 2024، تولى منصبًا استشاريًا في الاتحاد المصري لكرة القدم كجزء من اللجنة الفنية برئاسة هاني أبو ريده.
يظل “المعلم” رمزًا للتميز الكروي، حيث جمع بين براعة اللاعب وحنكة المدرب، ليترك بصمة لا تمحى في ذاكرة الرياضة المصرية.










