مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط ودخول الحرب التي تشنها إسرائيل على إيران يومها السادس، والتي تهدف وفق تصريحات إسرائيلية إلى “تدمير البرنامج النووي للإيران”، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن إيران لم تكن تسعى لبناء أسلحة نووية.
وفي مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، صرح غروسي لمراسلتها كريستيان أمانبور قائلا: “لا يوجد لدينا أي دليل على أن إيران تحاول بشكل منهجي التحرك نحو امتلاك سلاح نووي”، مشيرا إلى أن هذا هو التقييم الرسمي للوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى الآن.
وتأتي تصريحات غروسي بعد مزاعم إسرائيلية، نقلتها وسائل إعلام محلية عن مسؤولين أمنيين كبار، أفادت بأن وكالات الاستخبارات الإسرائيلية حصلت على معلومات تشير إلى قيام علماء نوويين إيرانيين بإجراء تجارب ناجحة في تصميم سلاح نووي. وذكرت هذه التقارير أن هذه المعلومات وصلت إلى القيادة السياسية الإسرائيلية قبيل الهجوم الأخير على إيران.
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن عرض هذه المعلومات على المسؤولين اتخذ كأساس لتوجيه ضربة استباقية، لكن ذلك أثار أيضا مخاوف من أن إسرائيل قد لا تكون مطلعة بشكل كامل على كافة تفاصيل البرنامج النووي الإيراني، ما يشير إلى احتمال أن تكون إيران قد أحرزت تقدما أكبر مما تملكه إسرائيل من معلومات استخباراتية.
وفي السياق ذاته، كشفت شبكة “سي إن إن” أن تقييم وكالات الاستخبارات الأميركية لا يتوافق مع الرؤية الإسرائيلية، إذ يشير إلى أن إيران لا تسعى حاليا بشكل نشط إلى امتلاك سلاح نووي، وأنها كانت على بعد ثلاث سنوات تقريبا من الوصول إلى هذه القدرة.
وبحسب مسؤولين أميركيين، فإن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية ربما عطلت البرنامج النووي “لبضعة أشهر فقط”، دون أن تغير بشكل جذري من مسار البرنامج أو أهدافه.
ويعكس التباين بين تقييمات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة من جهة، والتقارير الإسرائيلية من جهة أخرى، تصاعد الخلافات حول حقيقة مسار البرنامج النووي الإيراني، في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدا خطيرا قد يؤدي إلى عواقب إقليمية ودولية أوسع.










