مع تصاعد وتيرة الاشتباكات العسكرية بين إيران وإسرائيل، كشفت مصادر مطلعة أن استخبارات طالبان عقدت اجتماعا سريا رفيع المستوى، أعربت خلاله عن قلق بالغ إزاء احتمالية سقوط النظام الإيراني، وانعكاسات ذلك سياسيا وأمنيا واقتصاديا على أفغانستان والمنطقة.
قلق أيديولوجي واستراتيجي من سقوط الجمهورية الإسلامية
بحسب المصادر، ترى حركة طالبان أن انهيار الجمهورية الإسلامية في طهران وصعود حكومة ديمقراطية مدعومة من الغرب سيشكل تحديا أيديولوجيا مباشرا لطبيعة حكمها الإسلامي المتشدد.
كما أن تولي نظام جديد موال للولايات المتحدة في إيران سيفضي إلى عزلة إقليمية أوسع لطالبان، ويفتح الباب أمام تحالفات جديدة مناوئة لها على حدودها الغربية.
الاعتماد الاقتصادي على إيران
يعد الاقتصاد الإيراني شريانا حيويا للاقتصاد الأفغاني، في ظل العقوبات الدولية ومحدودية العلاقات الخارجية لطالبان.
وذكرت المصادر أن الاجتماع الاستخباراتي بحث بقلق تداعيات انهيار طهران على السوق الأفغاني، خصوصا في ما يتعلق بواردات الوقود والمواد الغذائية ومواد البناء، والتي تعتمد أفغانستان بنسبة كبيرة على إيران لتوفيرها.
وقد رصد بالفعل ارتفاع حاد في أسعار السلع المستوردة من إيران، خصوصا الوقود، منذ بداية النزاع الإيراني الإسرائيلي، ما ينذر بتفاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية في البلاد إذا تواصلت الحرب أو سقط النظام الإيراني.
مخاوف من تحول إيران إلى ملاذ للمعارضة الأفغانية
ناقشت أجهزة استخبارات طالبان أيضا احتمال تحول إيران، في حال تغير نظامها، إلى قاعدة للمعارضة الأفغانية المسلحة والسياسية.
وأشارت المصادر لصحيفة أفغانستان إنترناشيونال إلى أن “انفتاح” طهران الجديدة على الغرب قد يعني توفير بيئة أكثر حرية للحركات المناهضة لطالبان، ما يمثل تهديدا وجوديا للجماعة من الناحية الأمنية.
العلاقات مع إيران تحت التهديد
رغم عدم وجود تحالف رسمي بين طهران وطالبان، فإن الطرفين يتقاطعان في العداء المشترك للهيمنة الغربية. لكن في حال انهيار الجمهورية الإسلامية، فإن طالبان تخشى فقدان هذا الغطاء الإقليمي، بالإضافة إلى احتمال أن تنتهج الحكومة الجديدة سياسات أكثر تشددا تجاه اللاجئين الأفغان ومراقبة الأنشطة المتشددة العابرة للحدود.
هل تستقبل طالبان قادة الحرس الثوري؟
أكدت المصادر أن الاجتماع تطرق أيضا إلى احتمال لجوء كبار قادة الحرس الثوري الإيراني إلى أفغانستان في حال سقوط النظام.
وترجح طالبان أن بعض هؤلاء قد يطلب دعما أو حماية مباشرة من سلطات الحركة، وهو سيناريو يعقد علاقاتها الإقليمية ويثير توترا إضافيا مع الغرب.
ملف تنظيم القاعدة: سيف العدل وأبو عبد الرحمن
ناقشت أجهزة طالبان أيضا مستقبل قادة تنظيم القاعدة الموجودين في إيران، وعلى رأسهم سيف العدل وأبو عبد الرحمن المغربي، الذين يعتقد أنهم ما زالوا داخل الأراضي الإيرانية.
وفي حال تصاعد الفوضى وخروج هؤلاء من إيران، طرحت تساؤلات حول مدى استعداد طالبان لاستقبالهم أو التعاون معهم، لا سيما في ظل الضغوط الدولية المكثفة على الجماعة لقطع علاقاتها بالجماعات الإرهابية العابرة للحدود.










