أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الجمعة، أن بلاده لن تدخل في أي نقاش بشأن برنامجها الصاروخي، مشددًا على أن الظروف الحالية، التي تشهد استمرار الهجمات الإسرائيلية، لا تسمح بأي شكل من أشكال الحوار أو التفاوض، خاصة مع الولايات المتحدة التي وصفها بأنها “شريكة في العدوان”.
وقال عراقجي في تصريحات للتلفزيون الإيراني، قبيل توجهه إلى جنيف لإجراء محادثات مع نظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إن بلاده لم تطلب مفاوضات مع الولايات المتحدة، ولم يحدث أي اتصال مباشر معها. وأضاف أن ملف المحادثات في جنيف سيركز على القضايا النووية والإقليمية، مستبعدًا تمامًا مناقشة القدرات الصاروخية الإيرانية.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعًا ثانيًا بشأن العدوان الإسرائيلي، في ظل ما وصفه بـ موجة إدانة إقليمية متزايدة. وأكد أن إيران “تعتبر نفسها صاحبة الكلمة العليا في القانون الدولي والضمير الإنساني”، مضيفًا أن العدوان يهدد الأمن الإقليمي ويجب أن يتوقف فورًا.
وفي رده على التقارير الإسرائيلية بشأن استهداف مستشفى سوروكا جنوب إسرائيل في هجوم صاروخي إيراني، نفى عراقجي استهداف المدنيين أو المنشآت الصحية، مشددًا على أن أهداف بلاده “عسكرية بحتة”، وأنها “تولي اهتمامًا بالغًا لتجنب إصابة المناطق السكنية”.
من جانبه، كتب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في مقال نشرته صحيفة إكسبريس البريطانية، أن “الوقف غير المشروط للعدوان الإسرائيلي هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب المفروضة”. كما نشر على منصة “إكس” تصريحًا مماثلًا، مؤكّدًا أن استمرار العدوان “سيقابل بردود أكثر إيلامًا تجعل العدو يندم”.
تأتي هذه التصريحات في وقت يتصاعد فيه التوتر بين إيران وإسرائيل، وسط غياب مؤشرات لوقف إطلاق النار، في ظل تمسّك كل طرف بمواقفه. وكانت تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قبل أيام، التي شدد فيها على ضرورة “استسلام الحكومة الإيرانية دون قيد أو شرط”، قد أثارت ردودًا غاضبة من طهران، حيث أكد المرشد الأعلى علي خامنئي رفضه لما وصفه بـ “الحرب المفروضة والسلام المفروض”.
وتُشكّل هذه التطورات مؤشرًا على تصعيد سياسي ودبلوماسي متزايد، في ظل انسداد مسارات الحوار وغياب الثقة بين طهران وواشنطن، وسط تخوّف دولي من اتساع رقعة المواجهة في المنطقة.










