مع دخول الحرب بين إيران وإسرائيل يومها الثامن، وما يرافقها من تصعيد عسكري متسارع وخطر متزايد على سلامة الملاحة الجوية، أعلنت شركتان أمريكيتان من كبرى شركات الطيران عن تعليق رحلاتهما إلى الشرق الأوسط، في خطوة تعكس القلق العالمي من اتساع رقعة النزاع وتأثيره على النقل الدولي.
إيقاف مؤقت لرحلات إلى الخليج
أعلنت شركة “يونايتد إيرلاينز” في بيان رسمي عن تعليق رحلاتها بين نيويورك ودبي حتى إشعار آخر، مشيرة إلى أن القرار جاء استجابة لتحذيرات أمنية تتعلق بسلامة الطيران في الأجواء الإقليمية المتوترة.
كما أكدت شركة “أمريكان إيرلاينز” تعليق رحلاتها اليومية بين فيلادلفيا والدوحة، موضحة أنها ستعيد تقييم الوضع خلال الأيام القادمة بناءً علىه تطورات المشهد الأمني في الشرق الأوسط.
تأثير أوسع على الطيران العالمي
لم تقتصر التداعيات على الشركات الأمريكية فقط، إذ أعلنت شركة “لوفتهانزا” الألمانية، بالإضافة إلى شركات إقليمية بارزة مثل “طيران الإمارات” و“الاتحاد للطيران”، عن اضطرارها لتعليق أو تحويل مسارات عدد كبير من رحلاتها المتجهة إلى أو عبر منطقة الخليج وإسرائيل.
وقال متحدث باسم إحدى هذه الشركات إن “الوضع الحالي في أجواء المنطقة لا يتيح ضمان مرور آمن للطائرات التجارية، مما يجعل القرار إجراءً احترازيًا لحماية المسافرين وأطقم الرحلات”.
إغلاق أجواء إيران وإسرائيل
وتستمر كل من إيران وإسرائيل في إغلاق أجوائهما بشكل كامل أمام الطيران المدني منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من أسبوع، ما دفع شركات الطيران العالمية إلى تحويل مسارات الرحلات لمسافات أطول عبر دول ثالثة، ما يتسبب في تأخيرات وتكاليف تشغيلية إضافية.
إعادة المواطنين الإسرائيليين
من جهتها، تواصل الحكومة الإسرائيلية جهودها لإعادة مواطنيها من الخارج ضمن ما أسمته “عملية العودة الآمنة”، لكن الرحلات المتاحة تبقى محدودة للغاية. وقد اشتكى عدد من الإسرائيليين في الخارج من صعوبة مغادرة بعض الدول أو العودة إلى إسرائيل بسبب تعليق عدد كبير من الرحلات التجارية.
تعكس قرارات شركات الطيران العالمية حجم التوتر الذي يعيشه الشرق الأوسط في ظل الحرب الإيرانية-الإسرائيلية. ومع استمرار الغارات والهجمات المتبادلة، تصبح حرية التنقل الجوي رهينة للمخاطر العسكرية والسياسية، في مشهد يعيد إلى الأذهان أزمات إقليمية سابقة أثرت بعمق على قطاع الطيران والسفر.










