تشهد جنيف سلسلة أحداث محورية خلال يونيو 2025، تتراوح بين مفاوضات نووية أوروبية-إيرانية عاجلة لاحتواء تصاعد الحرب مع إسرائيل، وتحديات تمويلية للمنظمات الدولية مع عودة ترامب للسلطة، ومؤتمر تاريخي لتطبيق اتفاقيات جنيف في الشرق الأوسط.
مفاوضات إيرانية-أوروبية على حافة الهاوية
يعقد وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا اجتماعًا طارئًا مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في جنيف يوم 20 يونيو، في أول لقاء مباشر منذ اندلاع الحرب الإيرانية-الإسرائيلية. وتركز المحادثات على:
استئناف الدبلوماسية النووية: الضغط على إيران للعودة لاتفاق 2015 بعد انهيار المفاوضات إثر الضربات الإسرائيلية على منشآت نووية إيرانية.
ضمانات عاجلة: مطالبة إيران بتقديم ضمانات قاطعة بأن برنامجها النووي مدني بحت.
عقبة التصعيد: رفض إيران التفاوض “ما دام العدوان الإسرائيلي مستمرًا”، وفق تصريح عراقجي المباشر.
تهديدات لمؤسسات جنيف الدولية
مع عودة دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية في يناير 2025، تواجه المنظمات الدولية في جنيف مخاطر جسيمة:
سحب التمويل: توقعات بسحب الولايات المتحدة تمويلها للمؤسسات الإنسانية والقانونية، كما حدث سابقًا مع مجلس حقوق الإنسان واتفاقية باريس.
اختبار الصمود: ستعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع 6 دول (بما فيها الصين والبرازيل) على تعزيز القانون الدولي الإنساني رغم التحديات.
مؤتمر تاريخي للشرق الأوسط
تنظم سويسرا في مارس 2025 مؤتمرًا لـ196 دولة لمراجعة تطبيق اتفاقيات جنيف في الشرق الأوسط، وذلك في أعقاب:
انتهاكات واسعة: تسجيل انتهاكات غير مسبوقة للقانون الإنساني في غزة وأوكرانيا والسودان.
آلية غير ملزمة: سيركز المؤتمر على “التأكيد على القواعد” دون إصدار قرارات ملزمة، وفق وزير الخارجية السويسري إينياتسيو كاسيس.
مفاجأة الاتفاق التجاري الصيني-الأمريكي
أبرمت الولايات المتحدة والصين في مايو 2025 اتفاقًا تجاريًا في جنيف يتضمن:
خفض جمركي متبادل: إلغاء تعريفات لمدة 90 يومًا، وتخفيض الرسوم الأمريكية على البضائع الصينية إلى 30%، والصينية على الأمريكية إلى 10%.
هدنة هشة: يشكك محللون في استمرارية الاتفاق وسط توترات سياسية غير محلولة.
تظل جنيف رغم التحديات قلعة للدبلوماسية العالمية، حيث تجسد هذه الأحداث تناقضًا صارخًا بين صراعات السلطة وإرادة السلام.










