شهدت منطقة حدائق القبة بالقاهرة، يوم الجمعة الموافق 20 يونيو 2025، حادثًا مأساويًا تمثل في انهيار عقارين مكونين من 4 طوابق، إلى جانب تصدع جزئي لعقار ثالث، وقع الحادث في شارع أبو سيف المتفرع من الخليج المصري بحي حدائق القبة، حيث انهار العقاران رقم 20 و22.
تلقت غرفة عمليات الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة بمحافظة القاهرة وغرفة العمليات المركزية بالمحافظة بلاغًا في الساعة 12:35 ظهرًا بانهيار العقارين.
وفور تلقي البلاغ، انتقلت قوات الحماية المدنية والأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة إلى موقع الحادث، حيث تم الدفع بـ 8 سيارات إسعاف، واستخدام السلالم الهيدروليكية لإنقاذ السكان وإخراجهم من العقار المتصدع.
أسباب الانهيار
أكد الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، أن سبب انهيار العقارات يعود إلى قدمها، حيث كانت مبنية على حوائط حاملة وقديمة.
وكشفت المعاينة الأولية للعقارات المنهارة أن جميعها قديمة وآيلة للسقوط، وبمجرد سقوط أحدها أدى إلى سقوط الآخر.
أحد العقارين المنهارين كان مكونًا من طابق أرضي و5 أدوار علوية وكان خاليًا من السكان، بينما كان العقار الآخر مكونًا من طابق أرضي و4 أدوار وكان مأهولًا بالسكان
جهود الإنقاذ
تواصل قوات الحماية المدنية جهودها المكثفة في موقع انهيار العقارين، حيث تمكنت حتى الآن من استخراج عدد من الناجين.
وقد أشرف الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة شخصيًا على عمليات الإنقاذ، برفقة اللواء طارق راشد مساعد أول وزير الداخلية مدير أمن القاهرة، والدكتور حسام الدين فوزي نائب المحافظ للمنطقة الشمالية.
استخدمت فرق الإنقاذ السلالم الهيدروليكية وأجهزة الكشف الحديثة لانتشال الضحايا والمصابين، كما تم فصل التيار الكهربائي والمياه والغاز الطبيعي عن المنطقة لتفادي أي مخاطر إضافية.
حصيلة الضحايا والمصابين
تمكنت قوات الحماية المدنية من استخراج 9 ناجين في حادث انهيار العقارين، بالإضافة إلى تسجيل حالة وفاة واحدة حتى الآن، وتم نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم. وفي تقرير آخر، ارتفع عدد الناجين الذين تم استخراجهم إلى 12 شخصًا، مع تسجيل حالتي وفاة.
من بين المصابين: نوني عباس علي إسماعيل (62 سنة)، وسيدة محمد السيد (60 سنة)، وأحمد محمد الليثي (50 سنة) أحد أفراد قوات الدفاع المدني، ومحمد المرشدي محمد (40 سنة) من وحدة الحماية المدنية، والطفل يونس كريم أحمد (3 سنوات) ووالدته ليلى أحمد عبد العال، فيما لقي كريم أحمد عبد الحميد (34 سنة) والد الطفل مصرعه تحت أنقاض العقار المنهار.
الإجراءات الاحترازية
فرضت أجهزة الأمن كردونًا أمنيًا حول محيط العقارات المنهارة حفاظًا على سلامة المواطنين، مع إخلاء العقارات المجاورة كإجراء احترازي.
وتم إخلاء العقار رقم 18 المجاور للعقارين المنهارين بشكل احترازي من السكان لحين التأكد من عدم تضرره من حادث الانهيار.
كما أخلت قوات الحماية المدنية العقارات المجاورة للثلاث عقارات المنهارة تحسبًا لحدوث تصدع فيها، وتم فصل التيار الكهربائي والمياه والغاز الطبيعي عن المنطقة.
وهناك مخاوف من انهيار عقارات مجاورة أخرى نظرًا لتأثرها بالانهيارات المتتالية.
وجه محافظ القاهرة بتقديم الرعاية الصحية اللازمة للمصابين ومتابعتهم حتى تحسن حالتهم.
وتم رفع حالة الاستعداد القصوى بمستشفيات المنطقة، في حين باشرت النيابة العامة التحقيقات للوقوف على أسباب الكارثة وتحديد المسؤولين عنها.
يقوم رجال المباحث حاليًا بسماع أقوال الشهود، وجمع التحريات، وتفريغ كاميرات المراقبة في محيط العقارات المنهارة، للوقوف على ملابسات الواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.










