ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي دمّر بالكامل منشآت نطنز النووية خلال هجومه الأخير. جاء هذا الإعلان في إطار العملية العسكرية الواسعة التي شنتها إسرائيل على إيران والتي بدأت في 13 يونيو 2025.
موقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم السبت 21 يونيو 2025، أن ورشة لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في نطنز تعرضت لهجوم.
وأكدت الوكالة أنه لم تكن هناك أي مواد نووية في الورشة المستهدفة، وأن الهجوم لن تكون له تبعات إشعاعية.
استناداً إلى التحليل المستمر لصور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة، حددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عناصر إضافية تشير إلى تأثيرات مباشرة على قاعات التخصيب تحت الأرض في نطنز.
التقارير العسكرية الإسرائيلية
نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر عسكري إسرائيلي أن موقعين لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في نطنز كانا هدفاً لهجوم ليلي نفذه الجيش الإسرائيلي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن أكثر من 50 طائرة مقاتلة نفّذت سلسلة من الضربات على أهداف عسكرية في منطقة طهران.
تفاصيل الأضرار في منشأة نطنز
قال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز النووية الإيرانية “ربما تضررت بشدة إن لم تدمر بالكامل”.
وأوضح أن الأضرار نتجت عن انقطاع التيار الكهربائي الناجم عن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مصدر الطاقة للمحطة.
المنشآت المستهدفة
استهدفت الهجمات الإسرائيلية عدة مواقع في نطنز، بما في ذلك:
منشأة لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في طهران
ورشة تيسا كراج ومركز أبحاث طهران
قاعات التخصيب تحت الأرض
دمّرت الغارات الجوية القسم العلوي من منشأة نطنز النووية، فيما بقي الجزء السفلي محصناً، وألحقت أضرارا بمنشأة تحويل اليورانيوم في أصفهان.
العملية العسكرية الإسرائيلية
شنّت إسرائيل هجمات واسعة النطاق على إيران منذ 13 يونيو 2025، استهدفت خلالها مواقع حساسة داخل إيران، من بينها مفاعل نطنز. شملت الأهداف الإسرائيلية منشأة نطنز النووية وبنى تحتية أخرى تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.
استخدمت إسرائيل أكثر من 200 مقاتلة لإسقاط أكثر من 330 قذيفة على نحو 100 هدف، بما في ذلك طائرات من طراز “إف-35آي أدير”.
الرد الإيراني
ردت إيران بإطلاق موجات من الهجمات، حيث أطلقت نحو 100 صاروخ وأكثر من 100 طائرة مسيّرة على إسرائيل في اليوم الأول. وأسفرت الهجمات الإيرانية عن مقتل نحو 24 شخصاً، جميعهم من المدنيين بحسب الحكومة الإسرائيلية.
عدم وجود تسرب إشعاعي
أكدت السلطات الإيرانية عدم وجود أي تسرب لتلوث إشعاعي أو كيميائي خارج المنشأة. وأشارت إلى أن التحقيقات أظهرت عدم وجود أي تسرب إشعاعي أو كيميائي خارج المجمع.
أفاد التلفزيون الإيراني أنه لا توجد أي مؤشرات على تسرب إشعاعي بعد الهجوم الإسرائيلي على محطة “نطنز” النووية.
التقييم الدولي
أكد خبراء دوليون أن الهجمات لم تؤد إلى حوادث نووية، إذ لم تُستهدف المفاعلات النووية العاملة مثل مفاعل بوشهر للطاقة النووية أو مفاعل طهران البحثي.
وعلى الرغم من أن تضرر أجهزة الطرد المركزي يمكن أن يؤدي إلى تسرب إشعاعات منخفضة المستوى ومواد كيميائية صناعية، فإنها لا يمكن أن تتسبب في انفجارات نووية أو في تلوث واسع النطاق.
أهمية منشأة نطنز الإستراتيجية
تقع منشأة نطنز على بعد حوالي 250 كيلومتراً جنوب العاصمة طهران، وتُعد بمثابة قلب البرنامج النووي الإيراني. تُغطي المنشأة مساحة إجمالية تُقدّر بحوالي 7 كيلومترات مربعة، فيما تمتد المنشأة الرئيسية لتخصيب الوقود على مساحة تقارب 100 ألف متر مربع.
يضم موقع نطنز نحو 70 سلسلة من أجهزة الطرد المركزي في منشأتي التخصيب، وإحداهما تحت الأرض. وتخصب إيران اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 60 في المائة.
التحصينات الدفاعية
ما يُميز مفاعل نطنز أنه مدفون جزئياً تحت الأرض، حيث تقع أهم أقسامه على عمق يتراوح بين 8 إلى 20 متراً تحت السطح، محصنة بالخرسانة المسلحة والحديد.
وتعد قاعات التخصيب تحت الأرض في نطنز محمية بطبقة من التراب والفولاذ المقوى وخرسانة بطول 40 متراً.
التطورات المستقبلية والتحديات
يقول الخبراء إنه يمكن إصلاح المنشآت المتضررة في غضون أشهر، كما حدث في السابق عندما تسبب عمل تخريبي إسرائيلي مزعوم في الموقع عام 2021 بأضرار لبعض أجهزة الطرد المركزي، والتي تمكن الإيرانيون من إصلاحها في غضون أشهر.










