زعمت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى لقناة i24NEWS أن المرشد الإيراني علي خامنئي أصدر تعليمات للأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، بالمشاركة في القتال وإطلاق صواريخ على إسرائيل بعد انطلاق عملية “الأسد الصاعد” الإسرائيلية ضد إيران الأسبوع الماضي.
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن نعيم قاسم يرفض الامتثال لهذه التعليمات خوفا من ردود فعل إسرائيلية انتقامية قد تكون مدمرة لحزب الله
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن خامنئي يدرك أن الوضع حرج وأنه بحاجة إلى دعم حزب الله في هذه المرحلة الصعبة.
تصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل
وشنت إسرائيل في 13 يونيو 2025 عملية عسكرية واسعة النطاق ضد إيران أطلقت عليها اسم “الأسد الصاعد”، استهدفت خلالها منشآت نووية ومواقع عسكرية ومناطق سكنية.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه العملية بأنها “عملية عسكرية محددة الهدف لدحر التهديد الإيراني الذي يهدد وجود إسرائيل”.
وأسفرت العملية عن مقتل قادة عسكريين إيرانيين بارزين، من بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد أركان الجيش محمد باقري، إضافة إلى ستة من العلماء النوويين.
ردت إيران على الهجوم الإسرائيلي بعملية انتقامية أطلقت عليها اسم “الوعد الصادق 3″، أطلقت خلالها حوالي 800 مسيرة وصاروخ كروز نحو إسرائيل.
وقد أدت هذه المواجهة إلى تصعيد غير مسبوق في الصراع الإيراني-الإسرائيلي، مع ارتفاع عدد الضحايا والجرحى في كلا الطرفين
موقف نعيم قاسم المعلن من الصراع
يتناقض ما زعمته المصادر الإسرائيلية مع التصريحات العلنية لنعيم قاسم، الذي أكد في بيان رسمي أصدره يوم الخميس 19 يونيو 2025 أن حزب الله “ليس على الحياد بين حقوق إيران المشروعة واستقلالها، وبين باطل أمريكا وعدوانها ومعها الغدة السرطانية إسرائيل والمستكبرين”.
وأضاف قاسم: “نحن إلى جانب إيران في مواجهة هذا الظلم العالمي، لأننا مع استقلالنا وتحرير أرضنا وحرية قرارنا وخياراتنا”.
كما صرح قاسم بأن حزب الله سيتصرف “بما يراه مناسبا في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الأمريكي الغاشم”.
وأكد أن “تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالعدوان على خامنئي، هو اعتداء على شعوب المنطقة وأحرار العالم”.
الموقف الميداني لحزب الله
رغم التصريحات العلنية لنعيم قاسم بدعم إيران، إلا أن حزب الله لم يشارك بشكل مباشر في الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل حتى الآن.
وقد أشارت بعض التقارير إلى أن الحزب يمر بظروف صعبة بعد اغتيال أمينه العام السابق حسن نصر الله، وأنه يعاني من ضعف في موارده المالية وقدراته العسكرية.
كما أن هناك ضغوطا دولية وإقليمية على حزب الله لعدم التدخل في الصراع، حيث حذر المبعوث الأمريكي الخاص توماس براك خلال زيارته لبيروت من أن انخراط الحزب في النزاع الإقليمي الدائر حاليا بين إسرائيل وإيران سيكون قرارا “سيئا جد.
وتشير المعطيات الحالية إلى أن حزب الله يواجه معضلة صعبة بين الالتزام بتعليمات إيران، حليفته الاستراتيجية، وبين تجنب الانجرار إلى حرب مدمرة مع إسرائيل.
وقد أشارت بعض التقارير إلى أن المنظومة العسكرية والأمنية لدى حزب الله تعمل بالكامل بأوامر إيرانية وبإدارة مباشرة من ضباط من الحرس الثوري، في حين أن القيادة السياسية للحزب، التي يمثلها نعيم قاسم، لا سلطة فعلية لها على الجسم العسكري للحزب.










