في ظل الحرب الإيرانية الإسرائيلية، وجهت فرح ديبا بهلوي، ملكة إيران السابقة، رسالة صادقة ومؤثرة إلى الشعب الإيراني، دعت فيها إلى التكاتف والوحدة، والحفاظ على القيم الإنسانية في مواجهة ما وصفته بـ”رياح الحرب” التي تهب على البلاد.
وفي كلمتها التي بدت كأنها رسالة عزاء وأمل في آن واحد، قالت بهلوي:”أيها المواطنون الأعزاء، في هذه الأيام العصيبة، أتقدم إليكم بأحر التعازي. أشعر بآلامكم، وأعجب بشجاعتكم، وأؤمن بروح أمتنا العظيمة والصامدة. مع هبوب رياح الحرب على أرضنا، أود أن تعلموا أنكم لستم وحدكم.”
وأكدت الملكة السابقة التي تعيش في المنفى منذ أكثر من أربعة عقود، أن قوة الشعب الإيراني تكمن في وحدته وتاريخه، قائلة: “قوتنا تكمن في وحدتنا، في تاريخنا المجيد، وفي إرادتنا التي لا تقهر.”
وأضافت في فقرة لافتة حملت بعدا وجدانيا عميقا:”إيران، أرض مرت بمحن عصيبة مرات عديدة، نهضت في كل مرة بمزيد من الكرامة والمجد. في هذه الأيام العصيبة، دعونا نحافظ على حبنا لبعضنا البعض، ونحمي الأبرياء، ونبقي شعلة الأمل متقدة في قلوبنا.”
واختتمت فرح بهلوي رسالتها بأمنية أن يعم السلام أرض إيران من جديد، مشددة على أن الحرية يجب أن تبقى أملا حيا في قلوب الإيرانيين:
“أرجو أن يعود السلام قريبا، وأن يكون لإيران العزيزة مستقبل أكثر إشراقا من الماضي. أنا دائما إلى جانبكم. آمل أن ينتصر النور على الظلام، وأن تنعم أرض إيران بالحرية.”
سياق الرسالة
تأتي هذه الرسالة في وقت يشهد فيه الداخل الإيراني تصعيدا أمنيا وعسكريا، بعد ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع حساسة داخل البلاد، وسط تصاعد الاحتقان الشعبي والقمع الأمني، لا سيما في المناطق المهمشة كالأحواز. وتعد هذه الرسالة من أبرز المواقف الرمزية الصادرة عن شخصية تنتمي إلى العهد الملكي، في لحظة وطنية شديدة الحساسية.
وتحمل كلمات فرح بهلوي، التي لا تزال تعد رمزا لدى شريحة من الإيرانيين، أبعادا وجدانية وسياسية، وتفتح بابا جديدا للنقاش حول دور الشخصيات التاريخية في لحظات الأزمات الوطنية الكبرى.










