قالت وكالة أسوشيتد برس إن صور الأقمار الصناعية التي التقطت يوم الأحد 22 يونيو 2025 لموقع فوردو النووي الإيراني تظهر أضرارا واضحة في مداخل المنشأة تحت الأرض، وذلك عقب الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة في وقت مبكر من اليوم نفسه.
وبحسب التقرير، فإن الصور التي سجلتها شركة Planet Labs PBC، أظهرت أيضا أضرارا طالت الجبل الصخري الذي تحتضن أعماقه منشأة فوردو، مما يعكس حجم القوة التدميرية للهجوم الأمريكي، والذي طال واحدا من أكثر المواقع النووية الإيرانية تحصينا.
صور ما قبل الضربة… ونشاط مريب
الصورة التي تم التقاطها قبل يومين من الهجوم، وتحديدا في 17 يونيو، نشرتها شركة Maxar Technologies، وتظهر مدخل المنشأة بوضوح.
أما صحيفة واشنطن بوست، فذكرت – استنادا إلى تحليل صور الأقمار الصناعية – أنه لوحظ نشاط غير معتاد للشاحنات والمركبات قرب المنشأة في الأيام التي سبقت الغارة.
ففي 17 يونيو، شوهدت 16 شاحنة على طريق يؤدي إلى المجمع العسكري تحت الأرض، وظهرت الشاحنات لاحقا وهي تتحرك باتجاه الشمال الغربي من فوردو، متمركزة قرب المدخل الرئيسي، ما قد يشير إلى عملية نقل أو استعدادات محتملة لهجوم وشيك كانت تتوقعه طهران.
فوردو: قلب البرنامج النووي الإيراني
تعد منشأة فوردو، الواقعة على بعد نحو 30 كيلومترا جنوب مدينة قم، من أهم المواقع النووية الإيرانية، وهي مصممة لتحصين أنشطة تخصيب اليورانيوم في عمق الأرض.
وبحسب مصادر استخباراتية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن المنشأة مبنية على عمق يتراوح بين 80 إلى 90 مترا تحت جبل صخري، ما جعلها حتى وقت قريب في مأمن من الهجمات التقليدية.
التصعيد الأمريكي والإعلان الرسمي
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن صباح الأحد، في رسالة رسمية، أن منشآت فوردو ونطنز وأصفهان قد “دمرت بالكامل”، واصفا الضربات بأنها “عملية دقيقة ناجحة تستهدف البنية التحتية النووية لإيران”.
وفي أول رد رسمي من طهران، وصف وزير الخارجية الإيراني الهجمات بأنها “عمل عدواني بعواقب دائمة”، محملا الحكومة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن التبعات الخطيرة لهذا الهجوم.
تحركات دولية واستنفار دبلوماسي
على إثر هذه التطورات، دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى اجتماع استثنائي لمجلس محافظي الوكالة لبحث الوضع، في حين أبدت عدة دول حول العالم مواقف حذرة تجاه التصعيد الأمريكي، ودعت إلى إطلاق مسار دبلوماسي عاجل لتفادي انزلاق المنطقة إلى مواجهة واسعة.
سيناريوهات المرحلة المقبلة
تكشف صور الأقمار الصناعية عن تحول بالغ في التوازن الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإيران، فاستهداف منشأة بهذا العمق وبهذه الأهمية يمثل رسالة مباشرة بأن واشنطن لم تعد تتوانى عن ضرب العمق النووي الإيراني.
ومع تزايد المؤشرات على استعداد طهران للرد، فإن الوضع مرشح لمزيد من التصعيد، وسط ترقب إقليمي ودولي لمآلات واحدة من أخطر الأزمات النووية في العقد الأخير.










