كشفت صحيفة التلغراف البريطانية، في تقرير نشرته اليوم نقلا عن خبير مختص في البرنامج النووي الإيراني، أن إيران لا تزال تحتفظ بمئات، وربما آلاف، من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في مواقع سرية غير خاضعة للرقابة الدولية، مما يثير مخاوف متجددة بشأن طموحات طهران النووية، خاصة في ظل التوتر الإقليمي القائم.
وأوضح الخبير أن هذه الأجهزة “قادرة على إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب الصالح للاستخدام في صنع الأسلحة النووية”، مشيرا إلى أن طهران اتخذت خطوات استباقية لحماية جزء كبير من مخزونها النووي، بنقل كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب إلى مواقع سرية قبل الهجمات الأميركية الأخيرة التي استهدفت منشآت في فوردو ونطنز وأصفهان.
ويشير التقرير إلى أن إيران تملك ما لا يقل عن 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، بحسب تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي كمية تمكنها نظريا من إنتاج 9 إلى 10 قنابل نووية في حال تم تخصيبها إلى درجة نقاء 90%، وهي النسبة اللازمة لتصنيع السلاح النووي.
مواقع سرية دون رقابة
بحسب الخبير النووي، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تتمكن من زيارة عدد من المنشآت النووية الرئيسية في إيران خلال السنوات الأربع الماضية، ما يزيد من احتمالية وجود مواقع أخرى غير معلنة تعمل بعيدا عن أعين المجتمع الدولي. وقال: “قد لا تكون لدى إيران نية لصنع سلاح نووي الآن، لكنها تملك الأدوات والخبرة التي تؤهلها لذلك في المستقبل”.
ويضيف التقرير أن هذا الوضع يعزز المخاوف لدى الدول الغربية من أن إيران تسعى للحفاظ على خيار نووي استراتيجي، يمكن تفعيله إذا ما تغيرت الظروف السياسية أو العسكرية، خاصة في ظل تقلص قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الرقابة الفعلية.
القلق الدولي يتصاعد
وتأتي هذه المعلومات في وقت بالغ الحساسية، حيث تسود أجواء من الهدنة الهشة بين إيران وإسرائيل، بعد 12 يوما من المواجهات العسكرية غير المسبوقة. وقد دعت كل من فرنسا والمملكة المتحدة طهران إلى الدخول الفوري في مفاوضات شاملة تتناول ملفاتها النووية والصاروخية، وسط مطالب بضمانات واضحة حول سلمية برنامجها النووي.
ويرى مراقبون أن هذا التقرير سيزيد من الضغوط على طهران للقبول بآلية رقابة دولية أكثر صرامة، وقد يعيد ملف إيران النووي إلى صدارة أولويات القوى العالمية خلال المرحلة المقبلة.










