خطوة تصعيدية جديدة ضد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، صدق البرلمان الإيراني اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 على مشروع قانون يلزم الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
جاء هذا القرار في أعقاب الضربات الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، والتي بدأت في 13 يونيو وانتهت بوقف إطلاق النار أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد 12 يوماً من القتال المتبادل.
تفاصيل القرار البرلماني الإيراني
موافقة لجنة الأمن القومي
وافقت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) أولاً على مشروع القانون. أعلن المتحدث باسم اللجنة إبراهيم رضائي أن الموافقة تمت خلال اجتماع اللجنة، مؤكداً أن مشروع القرار “يُلزم الحكومة بتعليق التعاون” مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
محتوى مشروع القانون
يتضمن مشروع القانون عدة نقاط أساسية:
تعليق الأنشطة التعاونية: سيتم تعليق تركيب كاميرات المراقبة، والسماح بعمليات التفتيش، وتقديم التقارير للوكالة الدولية للطاقة الذرية طالما لم يتم ضمان أمن المنشآت النووية.
مقاضاة رافائيل غروسي: تضمن مشروع القرار بنداً يدعو لمقاضاة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي بتهمة “تقديم تقارير كاذبة والتجسس على المنشآت النووية الإيرانية”.
المطالبة بالتعويضات: طالب أعضاء لجنة الأمن القومي بتعويضات من إسرائيل عن الأضرار التي لحقت بإيران.
موقف رئيس البرلمان الإيراني
أكد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف أن “منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ستعلق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى يتم ضمان أمن المنشآت النووية”. وأضاف قاليباف أن البرنامج النووي السلمي الإيراني “سيتقدم بوتيرة أسرع”.
في تصريحات سابقة، قال قاليباف أن “العالم شهد بوضوح أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية فشلت في الوفاء بالتزاماتها وتحولت إلى أداة سياسية”. وأشار إلى أن البرلمان يدرس إقرار مشروع القانون ما لم تحصل طهران على ضمانات ملموسة بشأن الموقف المهني لهذه المنظمة الدولية.
تصريحات وزير الخارجية
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: “لن نتخلى عن البرنامج النووي وعلينا إعادة النظر في كيفية حماية منشآتنا”. وأكد أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق نهائي مع أوروبا لأنها لا تمتلك القدرة على رفع العقوبات.
وتابع عراقجي بالقول: “لقد التزمنا بمعاهدة حظر الانتشار النووي لكنها فشلت في حمايتنا”.
مخزونات اليورانيوم المخصب
وفقاً لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تمتلك إيران حالياً أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو ما يكفي لصنع حوالي عشرة أسلحة نووية وفقاً للمحللين المستقلين. اليورانيوم الصالح للأسلحة يُخصب إلى 90%.
إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب (بدرجات تخصيب متفاوتة) يزيد حالياً عن 40 ضعفاً مما يُسمح به بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 (JCPOA)، وتواصل توسيع قدراتها التخصيبية بتركيب أجهزة طرد مركزي إضافية أكثر تطوراً.
عدم اليقين حول مكان المواد النووية
مسؤولون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدوا أنهم ما زالوا غير متأكدين من مكان وجود المواد النووية التي أنتجتها إيران بالفعل، والتي تشمل حوالي 880 رطلاً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%.
أشارت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية إلى أن المواقع النووية تم “إخلاؤها” قبل الضربات الأمريكية، مما يثير المخاوف من أن بعض المواد النووية المخصبة قد تكون محفوظة، ربما في منشآت غير معلنة غير معروفة للمفتشين










