أعلن الجيش الإسرائيلي أنه من السابق لأوانه تحديد مدى الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني جراء الهجمات الأميركية الأخيرة، في ظل تضارب التقديرات بين الرواية الإسرائيلية والتقييمات الأولية لوكالات الاستخبارات الأمريكية
وقال العميد إفي دوفريسني، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في مؤتمر صحفي متلفز يوم الأربعاء:
“من المبكر جدا تقييم نتائج العملية بدقة”، مضيفا: “نعتقد أننا وجهنا ضربة كبيرة للبرنامج النووي الإيراني، وقد يكون التأثير طويل الأمد، ربما لعدة سنوات”.
تصريحات متباينة بين واشنطن وتل أبيب
تصريحات دوفريسني جاءت بعد ساعات من تقرير أولي صادر عن وكالة استخبارات الدفاع الأميركية (DIA)، ونشرته وسائل إعلام أمريكية، يفيد بأن الهجوم الأمريكي في الأول من يوليو/تموز على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، تسبب في تأخير محدود للبرنامج النووي الإيراني، لا يتجاوز بضعة أشهر.
ووفقا للتقرير الأمريكي، فإن الضربات – رغم استخدامها قنابل خارقة للتحصينات – لم تؤد إلى تدمير كامل لأجهزة الطرد المركزي أو مخزون اليورانيوم المخصب، وإنما أغلقت بعض المداخل وألحقت أضرارا جزئية بالبنى التحتية.
تصريحات حاسمة من الجيش الإسرائيلي
في المقابل، بدا أن التقييم الإسرائيلي أكثر تفاؤلا، إذ قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، مساء الثلاثاء، إن “إسرائيل والولايات المتحدة نجحتا في تأخير البرنامج النووي الإيراني لسنوات”.
وتعكس هذه التصريحات حرص القيادة العسكرية الإسرائيلية على تصوير الهجوم كنجاح استراتيجي، في وقت تتصاعد فيه الضغوط السياسية والأمنية على تل أبيب وسط مواجهة غير معلنة مع طهران.
ترامب: “تم تدمير البرنامج بالكامل”
وفي المقابل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحاته بعد الضربة، إن البرنامج النووي الإيراني “تم تدميره بالكامل”، وهي تصريحات وصفت بأنها مبالغ فيها مقارنة بالتقييمات الاستخباراتية الرسمية.
وأكد ترامب أن إيران لن تتمكن من “صنع القنابل لفترة طويلة”، وأن الهجوم الأمريكي جاء لإنهاء الحرب بين إيران وإسرائيل، مشبها إياه بالهجوم النووي الأميركي على هيروشيما وناجازاكي.
قراءة في المواقف
يبقى التقييم النهائي للأضرار محاطا بالغموض، مع تباين لافت بين التقديرات الأمريكية الحذرة والخطاب الإسرائيلي المتفائل، بينما تستمر إيران في الصمت الرسمي بشأن مدى تأثير الضربات على برنامجها النووي.
ويرى مراقبون أن الأيام والأسابيع المقبلة ستكون حاسمة لتحديد ما إذا كانت هذه الضربات قد غيرت فعلا مسار البرنامج النووي الإيراني، أم أنها مجرد ضربة تكتيكية محدودة التأثير.










