أكد المتحدث الرسمي للقوات المسلحة السودانية العميد نبيل عبد الله أنّ قوات الفرقة الرابعة مشاة بمدينة الدمازين نجحت في “تطهير منطقة بالدقو وما حولها بمحافظة باو”، موضحاً أنّ وحدات الجيش “فرضت سيطرة كاملة على ثلاثة مواقع مجاورة” بعد معارك ضد ميليشيا الدعم السريع وعناصر تتبع القائد المتمرّد جوزيف توكا.
وأوضح عبد الله أنّ الاشتباكات العنيفة تسبّبت في نزوح أكثر من مئة ألف مدني نحو مدينة الدمازين، عاصمة الإقليم، وسط أوضاع إنسانية متدهورة ونقص حاد في الغذاء والدواء.
سياق المعارك وأهميتها
تقع منطقة بالدقو على محور حيوي يربط الحدود مع جنوب السودان بطرق ترابية تؤمّن الإمداد لقوات الدعم السريع المتحالفة ميدانياً مع فصيل الحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، وتحديداً الجناح الذي يقوده القائد جوزيف توكا.
وقد شهدت هذه المحاور مناوشات متكررة منذ نهاية 2024 عقب تمدد قوات الدعم السريع من ولاية سنار إلى أطراف النيل الأزرق.
استعادة بالدقو تمثل، وفق بيان الجيش، «نقلة تكتيكية» تسمح بإبعاد خصومه عن جبهات الدمازين، وإعادة فتح طريق إمداد رئيسي كانت الحركة الشعبية قد قطـعته قبل أشهر.
ويرى محللون عسكريون أن السيطرة على التلال المحيطة بالبلدة تقلّص قدرة الدعم السريع على استخدام المدافع بعيدة المدى ضد مواقع الجيش أو القرى المجاورة.
شهادات ميدانية
قال الرائد أحمد إدريس، أحد قادة المحور، في مقطع مصوَّر بثّته الصفحة الرسمية للجيش:استعدنا المواقع الثلاثة في غضون ساعات بعدما دمّرنا مخازن ذخيرة واستولينا على آليات دفع رباعي وأسلحة متوسطة.
من جهتها لم تصدر الدعم السريع تعليقاً فورياً، إلا أنّ مصادر محلية أكدت مواصلة عناصرها الانسحاب باتجاه الأحراش القريبة من الحدود مع جنوب السودان.
أزمة إنسانية متفاقمة
أفاد موظفون محليون في وزارة الصحة بإقليم النيل الأزرق بأن الدمازين «لم تعد قادرة على استيعاب مزيد من النازحين»؛ إذ تؤوي المدينة بالفعل آلاف الأسر الفارّة من القتال في سنار وجنوب كردفان. وأشار تقرير لموقع عين ليبيا إلى أن أكثر من 70% من الوافدين الجدد نساء وأطفال يحتاجون إلى مساعدات غذائية عاجلة.
وحذّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) في نشرة غير رسمية من أن الطرق غير المعبَّدة وانقطاع الاتصالات يعرقلان عمليات الإغاثة، خصوصاً مع حلول موسم الأمطار الذي يزيد صعوبة الحركة.
خلفية تحالفات متشابكة
على الرغم من انخراط فصيل الحركة الشعبية – شمال (جناح مالك عقار) في اتفاقات سابقة مع الخرطوم، فإنّ القائد جوزيف توكا وجناحه المتحالف مع عبد العزيز الحلو انضمّا في فبراير الماضي إلى «ميثاق نيروبي» الذي جمعهما مع الدعم السريع في جبهة مناوئة للجيش.
ويؤكد متحدثون باسم الجيش أن توكا «يسعى لاستغلال انشغال القوات المسلحة بجبهات الخرطوم وكردفان للتوسع جنوب النيل الأزرق»










