إعادة التحويل في أصفهان: هل تستطيع إيران تجاوز الدمار والعودة إلى إنتاج اليورانيوم المعدني؟
بعد الضربات الإسرائيلية–الأمريكية المكثّفة في 13 يونيو/حزيران، أعلنت تل أبيب أنّ منشأة إعادة التحويل في أصفهان «دُمّرت بالكامل»، مما أدى إلى فقدان طهران قدرتها على تحويل سداسي فلوريد اليورانيوم (UF6) إلى يورانيوم معدني، وهي الخطوة الأهم لصناعة قلب السلاح النووي.
غير أن مراجعة وثائق «خطة عماد» السرّية وشهادات خبراء الانتشار النووي تشير إلى أن إيران قد تحتفظ بقدرة على استئناف هذه العمليات بشكل سري.
كيف تتمّ «إعادة التحويل» ولماذا تثير القلق؟
تحويل UF6 إلى يورانيوم معدني يتطلب مراحل كيميائية متقدمة:
- نزع الفلور.
- إنتاج رباعي فلوريد اليورانيوم (UF4).
- اختزال المسحوق لإنتاج المعدن الصلب.
هذه المرحلة ضرورية لصبّ نواة السلاح النووي، ولا تستخدم في برامج مدنية، وفقًا لمعهد العلوم والأمن الدولي (ISIS).
ماذا حدث في أصفهان؟
الجيش الإسرائيلي أكد استهداف مختبرات ومبانٍ فوق الأرض لإنتاج اليورانيوم المعدني، مع تدمير أربعة مبانٍ، بينما أشارت مصادر استخبارية إلى بقاء الأنفاق تحت الأرض سليمة إلى حد كبير.
«خطة عماد» ودرس السرية
الوثائق المسرّبة عام 2018 أظهرت اعتماد برنامج «عماد» على توزيع الأنشطة في مواقع صغيرة مثل آباده وبارشين، مما مكّن من إخفاء تجارب اليورانيوم والمتفجرات.
“إيران تعلّمت بعد 2003 أن تبني منشآت صغيرة داخل مواقع عسكرية يصعب رصدها” – ديفيد أولبرايت
أين يمكن لإيران أن تستأنف العمل؟
- آباده / ماريوان: موقع جبلي أُجريت فيه تجارب تفجيرات رؤوس حربية، دُمّر جزئيًا عام 2019.
- بارشين – طالقان: مجمّع عسكري يضم أنفاق ومختبرات لصبّ المعادن.
- مواقع غير معلنة: تقارير استخباراتية تحذّر من منشآت “محفورة وجاهزة للتجهيز” قرب نطنز.
المخزون المخصّب: عنصر الحسم
نقلت إيران نحو 400 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى أنفاق فوردو وأصفهان قبل الهجوم، ما يتيح تشغيل ورشة صغيرة حال توفر الكهرباء والغاز.
تقديرات الزمن المطلوب
- بناء ورشة جديدة: من 3 إلى 12 شهرًا.
- تحويل 40 كلغ من UF6: 4 إلى 6 أسابيع.
- تصنيع نواة واحدة: شهر إضافي.
هل تستطيع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الرصد؟
الورش الصغيرة تفتقر لأنظمة الفرز التي تعتمد عليها الوكالة، والمنشآت العسكرية تحرم المفتّشين من الوصول. يقول رافائيل غروسي: “مساحات رمادية واسعة ما زالت خارج نطاق كاميراتنا”.
الموقف الإسرائيلي
مصدر أمني صرّح لموقع «أكسيوس»: “نعتقد أننا سنكشف أي محاولة لتحريك المخزون”، لكن “زمن الإنذار” قد لا يتجاوز أسابيع.
خيارات طهران بعد الضربة
- إعادة البناء السريع واستعادة القدرة.
- المراوغة الدبلوماسية لربح الوقت.
- توزيع القدرات على مواقع متعددة لتقليل المخاطر.
اقتباسات من خبراء
“الهجوم أخّر برنامج إعادة التحويل بضعة أشهر لا أكثر. التكنولوجيا والخبرة لا تُقصف بالطائرات” – ديفيد أولبرايت
“إيران حوّلت معظم دروس خطة عماد إلى منشآت قابلة للتفكيك والنقل، ما يجعل الاكتشاف أصعب بكثير” – سيما شاين
مستقبل البرنامج النووي الإيراني
رغم انتكاسة تدمير منشأة أصفهان، لا تزال إيران تملك القدرة على استئناف العمل بسرية. الحل يبقى رهناً بالجمع بين الرقابة المشددة والدبلوماسية القسرية، لأن الغارات الجوية وحدها لا تمحو المعرفة ولا البنية السرّية التي تراكمت على مدار أكثر من 25 عامًا.










