قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن “صمود الشعب الإيراني خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل سيبقى محفورا في التاريخ”، مؤكدا أن “الهزيمة ليست من مفرداتنا إطلاقا، وقد ثبت ذلك خلال أيام الحرب الاثني عشر”.
جاءت تصريحات عراقجي خلال مقابلة تلفزيونية بثت مساء الأربعاء على القناة الرسمية الإيرانية، حيث تناول فيها الوضع الداخلي، وتداعيات الحرب، وآفاق العلاقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
خروج استثنائي من إيران
وردا على سؤال حول كيفية مغادرته البلاد للذهاب إلى جنيف، في ظل إغلاق المجال الجوي الإيراني منذ بداية الضربات الجوية، كشف عراقجي أنه “سافر برا إلى تركيا”، ثم استقل طائرة من هناك إلى جنيف، حيث شارك في اجتماعات دبلوماسية طارئة متعلقة بوقف إطلاق النار والملف النووي.
اعتراف رسمي بحجم الخسائر النووية
في سابقة نادرة، وصف عراقجي حجم الضرر الذي لحق بالمنشآت النووية الإيرانية خلال الهجمات الإسرائيلية-الأمريكية الأخيرة بأنه “بالغ وخطير”، قائلا:
“رغم أن البعض يحاول التهوين من أثر الضربات، فإن الحقيقة هي أن هناك خسائر مادية جسيمة أصابت مواقعنا الحيوية، وسنحتاج إلى وقت وجهد كبيرين لاستعادة قدرتنا التشغيلية”.
🤝 العلاقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
وحول مستقبل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال وزير الخارجية الإيراني إن “العلاقة ستتخذ شكلا جديدا من الآن فصاعدا”، مؤكدا أن البرلمان الإيراني وإن أقر قانونا بتعليق التعاون، “لم يغلق الباب تماما”، في إشارة إلى احتمال العودة للمفاوضات وفق شروط محددة.
وأضاف عراقجي أن طهران لا تزال ترى أن الوكالة الذرية يجب أن “تتصرف كهيئة دولية مستقلة، لا كأداة بيد أطراف تسعى لإضعاف إيران”.
تدهور غير مسبوق بعد الضربات
وكانت إسرائيل والولايات المتحدة قد شنتا ضربات جوية وصاروخية مركزة على مواقع نووية إيرانية، من بينها فوردو ونطنز وأصفهان، ما أدى إلى تدمير منشآت رئيسية لتخصيب اليورانيوم، بحسب تأكيدات متكررة من البنتاغون والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتطالب واشنطن وتل أبيب اليوم إيران بتسليم ما تبقى من اليورانيوم عالي التخصيب في حوزتها.
تصريحات عراقجي تعكس تحولا في الخطاب الإيراني من الإنكار إلى الإقرار التدريجي بالخسائر، لا سيما في الملف النووي. كما أن لهجة الانفتاح الحذر تجاه الوكالة الذرية قد تشير إلى رغبة طهران في كسب الوقت وترتيب أوراقها قبل الدخول في جولة تفاوضية محتملة قريبة، ربما في سلطنة عمان كما رجحت تسريبات دبلوماسية.










