توفي يوم الجمعة 27 يونيو 2025 في مدينة كراتشي الباكستانية المفكر السياسي البارز والباحث الديني ومؤسس صحيفة مسلم اليومية الناطقة باللغة الإنجليزية، آغا مرتضى بويا، عن عمر يناهز 83 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، تاركا خلفه إرثا فكريا وصحفيا وسياسيا سيبقى حاضرا في الذاكرة الوطنية الباكستانية.
وقد نقل جثمانه إلى إسلام آباد، حيث أقيمت صلاة الجنازة على روحه ظهر الجمعة في مسجد الإمام برغا صادق في قطاع G-9، بحضور عدد كبير من الشخصيات السياسية والإعلامية والمواطنين الذين توافدوا لتوديع أحد رموز الفكر والحرية في باكستان.
كان آغا مرتضى بويا من أوائل الأصوات الفكرية التي جمعت بين الصحافة والالتزام السياسي والاجتماعي، وقد ترأس تحرير صحيفة مسلم منذ إطلاقها عام 1979، لتتحول في عهده إلى منبر حر لصوت المعارضة، خاصة خلال فترة الأحكام العرفية في عهد الجنرال ضياء الحق، حيث لعبت الصحيفة دورا محوريا في الدفاع عن حرية التعبير وحقوق المواطنين.
شغل بويا لاحقا مناصب رفيعة في الدولة، حيث عمل كـوزير اتحادي، وترأس مركزا فكريا تابعا للقطاع العام في إسلام آباد، قبل أن يصبح النائب الأول لرئيس حركة عوامي الباكستانية، مما جعله شخصية محورية في النقاش العام والوطني.
في رسالة تعزية مؤثرة، قالت الصحفية والدبلوماسية البارزة مليحة لودهي:
“يحزنني نبأ وفاة آغا مرتضى بويا. لقد أسس صحيفة ‘المسلم’ التي أصبحت صوت المقاومة خلال أصعب الفترات، وقدم مساهمات بارزة في مجال الصحافة وحرية الكلمة في باكستان”.
من جهته، عبر رئيس حزب الشعب الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري عن حزنه العميق بوفاة بويا، مقدما تعازيه الخالصة إلى عائلته، وقال في برقية رسمية:
“نسأل الله أن يلهم ذويه الصبر والسلوان، وأن يرحم الفقيد ويسكنه فسيح جناته. لقد فقدت باكستان اليوم أحد رجالاتها المخلصين والمناضلين من أجل الكلمة الحرة والوحدة الوطنية.”
سيبقى آغا مرتضى بويا رمزا من رموز النضال السلمي، والحوار بين الأديان، والدفاع عن الحريات في البلاد. وقد نعاه عدد كبير من الشخصيات العامة والسياسية، وسط دعوات لإطلاق اسمه على مؤسسة صحفية أو مركز فكري تخليدا لمسيرته.










