قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنّ «اتفاقاً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بات وشيكاً» مُرجِّحاً إنجازه قبل نهاية الأسبوع المقبل. يأتي التصريح في ظلّ تحرّك دبلوماسي تقوده واشنطن بالتنسيق مع قطر ومصر، ويثير تساؤلات حول قدرة الوسطاء على تجاوز خلافات إسرائيل وحركة حماس حول شروط الهدنة وطبيعتها الدائمة.
تصريح ترامب: «نعتقد أنّه وشيك»
صرّح ترامب للصحفيين في البيت الأبيض قائلاً: «أعتقد أنه وشيك… نعتقد أننا سنتوصل إلى وقف إطلاق نار خلال الأسبوع المقبل». وأضاف أنّه تحدّث مع «أطراف معنية» بالأزمة من دون تسمية إسرائيل أو حماس مباشرة، مشدّداً على «الحاجة الملحّة لوقف نزيف المدنيين».
واضاف ترامب «الناس يموتون في غزة، ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي».
مسار التفاوض وأبرز العقد
وفق مصادر دبلوماسية، يدور النقاش حول اتفاق ثلاثي المراحل شبيه بمسودة يناير 2025 التي نصّت على هدنة مدتها 42 يوماً يتبعها تبادل أسرى وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية. غير أنّ الخلاف ما زال قائماً بشأن:
تعريف «وقف دائم لإطلاق النار» الذي تطالب به حماس.
مستقبل إدارة غزة وما إذا كان الاتفاق سيشمل خطوات سياسية أوسع، مثل إصلاح السلطة الفلسطينية أو إدخال قوة مراقبة دولية.
ربط الهدنة بإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين.
دور الوسطاء: قطر ومصر والولايات المتحدة
أصدرت الدوحة والقاهرة بياناً مشتركاً مطلع حزيران/يونيو أكدت فيهما «تكثيف الجهود لتقريب وجهات النظر والتغلب على العقبات بهدف التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل يمهّد لمرحلة إعادة الإعمار». وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية إن «الزخم الذي ولّده وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران يمكن استثماره لدفع ملف غزة».
موقف تل أبيب وحماس
تل أبيب: مصادر إسرائيلية أشارت إلى قبولها «مفاوضات غير مباشرة» في القاهرة مع تمسكها برفض «إنهاء كامل للحرب قبل تدمير قدرات حماس العسكرية».
حماس: الحركة أكدت أنّ أي اتفاق «يجب أن يضمن انسحاباً إسرائيلياً شاملاً ووقفاً دائماً لإطلاق النار».
خبيرة الشؤون الإسرائيلية في جامعة تل أبيب، د. ميخال بين–آري، تقول إن حكومة نتنياهو «تتعرض لضغط أميركي غير مسبوق» لكنها «تخشى منح حماس نصراً سياسياً قد يُضعف الائتلاف الحاكم». بينما يرى المحلل الفلسطيني صالح الدحدوح أنّ حماس «تراهن على حاجة واشنطن لإنجاز دبلوماسي يُنهي حرباً مكلفة إنسانياً وسياسياً».
تسبّبت الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023 في سقوط أكثر من 56 ألف شهيد و132 ألف جريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى نزوح جماعي وتدمير واسع للبنى التحتية. تقول منظمات الإغاثة إنّ 47% من الأدوية الأساسية غير متوافرة، فيما تعمل 50 غرفة عمليات فقط من أصل 104 في مستشفيات غزة.










